ياسمين الشّام


15 كانون الثاني 2014

بدأت الفكرةُ بشكل طريف، من لقاء مسلّي بين الأصدقاء، في مقهى صغيرٍ في مدينة "جدّة" بالمملكة العربيّة السعوديّة، وفي جلسةِ نقاشٍ عاديّة بين ثلاثة أصدقاءٍ، طُرحَت لأوّل مرّة فكرةُ إنشاءٍ إذاعة سورية، تقوم بنقل الأخبار من عمق الحدث السوري.

بدأت الفكرة على شكل أمنية، ولكن سرعان ما تحولت إلى واقع بالعمل الجدي والتفكير، إذ جلس الأصدقاء الثلاثة مرّات متعددة، للقيام بكافة عمليات تحضير تأسيس الإذاعة، فاختارو اسم "ياسمين الشام"، لجمال هذه النبتة وارتباطها بتاريخ دمشق الحضاري، حيث وضع الشباب أهداف الإذاعة وتوجّهها وخطّها العام، ومن ثمّ بدؤوا يرشّحون الكادر العامل في الإذاعة، ليصل لأكثر من 35 شخص.

ولأنَّ إذاعة "ياسمين الشام" تحاول أن تكون مكاناً وفرصة للشباب السوري لكي يحوّلوا أفكارهم ورؤاهم إلى صوت مسموع لكل الناس، فإنَّ المواد التي تتناولها الإذاعة مختلفة ومتنوعة، ولكن التركيز بشكل رئيسي يكون على المواضيع الاجتماعية والإنسانية والفكرية، إذ ليس هنالك اهتمام كبير بنشر الأخبار الميدانية والتطورات القتالية على الأرض، بسبب قلة المعلومات الدقيقة وصعوبة الحصول على الخبر الصحيح، لذلك فإنَّ كادر وفريق العمل يركز بشكل رئيسي على حكايات الناس البسيطة اليومية، وآلام الناس المعيشية، بعيداً عن ضجيج السياسة ونيران الحرب.

وحول اختيار المواد يقول أحد العاملين في الإذاعة لموقعنا سيريا أنتولد Syria untold :"  في إذاعة "ياسمين الشام" هدفنا الأساسي أن نوصل صوت الناس، فاختيارُ المواد التي تتضمنّها إذاعتنا هو انعكاسُ لما يتحدّث به الناس، ونقلٌ لما يشغلُ بال وعقول السوريين، نحاول تسليط الضوء على ما يهمّ الناس، وطرح التساؤلات والآراء حول ما يقولون وما يفكرون، كما أنّنا نحاول في برامجنا أن نسلّط الضوء على القيم الأساسيّة التي قامت عليها ثورتنا، قيم الحريّة والعدالة والمساواة بين الجميع، ونحاول تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان حتى ولو كانت من جهات ثوريّة".
الجزءُ الأكبرُ من أعضاء إذاعة "ياسمين الشام"، لم تكُن لديهم تجربةٌُ إذاعيَّةُ سابِقاً، لكن من خلال التجربة والاحتكاك بعناصر الخبرة في الإذاعة تطور مستوى الفريق بشكل كبير، وأصبح لدى الإذاعة فريق إعلامي لديه تجربة جيدة في المجال الإذاعي، إذ خضع بعض أعضاء الإذاعة لدروات تدريبيّة محدودة في العمل الصحفي الإذاعي، ويوجد في الإذاعة أعضاء مميزون لديهم خبرة صحفية ممتازة، وبعضهم لديه خبرة طوية في العمل الإذاعي والتلفزيوني.    

لأنَّ التمويل يفرض الأجندة الخاصة، فإنَّ إذاعة "ياسمين الشام" كانت وما تزال ومنذ أوّل تأسيسها قائمة على جهود شباب متطوعين، فرفضت التمويل من الجهات المانحة لكي تحافظ على الاستقلاليّة ونقاوة القرار السياسي والإعلامي، و"جميع إنتاجاتها وبرامجها تمّت بشكل تطوعي، و"جميع المعدَّات التي نعمل بها قمنا بشرائها بأنفسنا ومن مالنا الخاص . وليس هنالك أي تمويل أو دعم قدم للاذاعة من أيّة جهة كانت". 

الصعوبات التي واجهها فريق العمل كثيرةٌ منذ بداية التأسيس، أوّلها مثلاً عدم وجود دعم مادي لازم لإنتاج الحلقات والبرامج الإذاعيَّة بشكل مستمر ومنتظم، ثانيها هو وجود أعضاء الفريق في مناطق جغرافية متباعدة، مما يجعل التواصل وتبادل البرامج والملفات أمراً في غاية الصعوبة، وعمليّة الإنتاج بطيئة ومتعبة، ثالث الصعوبات هي :"صعوبة الأوضاع في الداخل السوري، كانقطاع الكهرباء وعدم وجود شبكة انترنت"

إذاعة "ياسمين الشام" الحلم وقد تحقق، الإصرار والثبات على الهدف، صوت يهتم بهواجس الناس في ظل هذه المقتلة السورية المستمرة، في غياب لمنابر إعلامية تهتم بالألم الشعبي.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد