على خلاف المجلات التي ولدت من رحم الحراك المدني والثوري في سوريا، تأتي مجلة "مقتطفات حرة" التي صدر عددها الأول في مدينة الحسكة ( شمال شرق) بتاريخ 17/4/2013 من مكان آخر تماما، حيث كان أهالي الحسكة "بعيدين كل البعد عن الأخبار وما يحصل في المدن السورية والوضع الإقليمي" بالتزامن مع انقطاع الكهرباء، فجاءت المجلة التي ولدت من نقاشات شخصية ويومية  لمؤسسيها حول أوضاع مدينتهم وعلاقتها مع الثورة، لتكون صلة الوصل بين أهل المدينة وما يحصل حولهم، عبر " إيصال الأخبار السياسية والثقافية بجانب قسم منوّع وتوعوي عبر مطبوعات ورقية" كما يقول أحد مؤسسي المشروع لـ"سيريا أنتولد Syria untold".

يتكون كادر المجلة من نشطاء سوريين، بعضهم في الداخل وبعضهم في الخارج، دون أن يكتفي بذلك، فـ " طاقمنا غير محصور ضمن الشباب السوري فهناك جنسيات أخرى منها مغربية ومصرية ولبنانية".

تعمل المجلة على تغطية مدينة الحسكة وريفها، مع السعي للتوّسع خارج حدود المدينة، حيث تمكنوا من التوزيع في مدينة الرقة لمدة ستة أشهر، قبل أن يخرجوا من المدينة "بسبب رفض تنظيم البغدادي عملنا في المحافظة ورفضه للعمل الإعلامي ككل".

تركز المجلة في مواضيعها على السياسة أولا، والثقافة ثانيا، مع وجود أقسام توعوية إرشادية ومنوعة، إضافة لقسم ميداني تحت اسم "سوريا في أسبوع"، يسلّط الضوء على الأحداث الهامة التي جرت خلال الإسبوع في كل محافظة سورية على حدة، عبر شبكة مراسلين  تعمل  ضمن كادر المجلة.

أن تكون المجلة سورية، فإن هذا لا يعني أنها مختصة بالشأن السوري فحسب، بل هي تسلط الضوء على قضايا إقليمية يتم اختيارها حسب طبيعة الأحداث واقتراحات فريق العمل بالتعاون مع رئيس التحرير.

يهدف كادر المجلة على المدى الطويل إلى نشر ثقافة السلام والحرية بدلا من ثقافة الحرب وثقافة الحب بدلا من ثقافة الكره، مع سعي واضح لإرساء مفهوم التعايش المشترك بين مكونات الشعب السوري ونبذ الطائفية. ولهذا فإن عملهم غير مؤطر بإسقاط النظام بل مستمر بعده، ساعين لخلق صحافة حرة تختلف عما كان الأمر عليه في زمن النظام، فهم يرون أن المجتمع السوري بدأ "يتعاطى المطبوعات الورقية على عكس زمن النظام كونها أصبحت منفتحة وقادرة على أن تتعاطى مع أخبار حساسة بعيدة عن الخطوط الحمراء التي يرسمها الطغاة" كما يقولون لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".

لكادر "مقتطفات حرة" اليوم حلمين، الأول عام يتمثل بـ "إنجاح ثورة الحرية والكرامة في وطن واحد نعيش فيه عيش مشترك كما كنا ولا نزال"، والثاني: الارتقاء بالمجلة لكي تصبح "جزء من حياة المواطن السوري قبل وبعد سقوط النظام المجرم".