مجلة نودم


04 أيلول 2013

الكثيرُ من الصحف والمجلات ظهرَت بعد انطلاق شرارة الاحتجاجات في سوريا. أسماءٌ كثيرةٌ وعناوين مختلفة، بعد ما كانت الصحافة كلها محتكرة من قبل الإعلام السلطوي، لأنَّ المستبد يدركُ قيمة الحريَّة الموجودة في الصحافة لذلك يقوم بمنعها ومصادرتها.

 في 1952013 تأسَّست مجلَّة "نودم" على شكل مجلة نصف شهرية تنشرُ باللغتين العربية والكردية وتهتم بالتقارب بين الثقافتين، بالإضافة إلى نقل تقارير صحفيَّة أخبارية حول الوضع في مناطق الشمال السوري. في البداية كانت الفكرة تأسيس مجلَّة ورقية في ظل الظروف المعطاة للأكراد، وللخروج من أسر الصحافة الكردية التي كانت قبل اندلاع الثورة السورية مقتصرةً على المواد الصحفية، التي تنقل واقع الأحزاب ونشاطاتها المحدودة في ظلّ القبضة الأمنية السوريَّة المتشددة فيما يتعلق بموضوع الأكراد ونشاطاتهم المختلفة، فكانت الفكرة تأسيس صحيفة ورقية منوَّعة تمهِّد للخروج من رتابة مواضيع الأحزاب السياسية والتصارع السياسي بين الأطراف الكردية لتشمل أبواباً فكرية منوَّعة ومواكبَةً للصحافة العالميَّة من حيث الإطِّلاع على أسس الصحافة وأهميتها كمكوِّن للثقافة في المجتمعات،.وذلك بتدريب الكادر على طرق حمل الكاميرا وكتابة التقارير الصحفية.

وحول أبواب المجلة والهدف من تأسيسها يقول محرر الصفحة الثقافيَّة في المجلة الشاعر "جوان تتر" لموقعنا سيرياأنتولد Syrianuntold "المجلة ورقيَّة نصف شهريَّة تتألف من ستة عشر صفحة باللغتين العربية والكردية، تحوي مواضيع وأعمدة صحفية منوّعة تشمل السياسة والإقتصاد والمواضيع المجتمعيَّة والنفسية وصحَة الطفل، بالإضافة إلى صفحة ثقافيَّة وأُخرى رياضيَّة تنقل للقارئ الأحداث الرياضية في العالم وفي المنطقة الكرديَّة، بالإضافة إلى الأخبار المتنوعة، وصفحتان سياسيتان تتناولان مواضيع ساخنة في المنطقة الكردية وحوارات مع شخصيات سياسية ننقل من خلالها تطلَّعات رجالات القرار وآرائهم في الأوضاع والأحداث الراهنة. هدف المجلة على المدى القريب والبعيد هو التأسيس لصحافة غير منحازة تنقل الحدث كما هو على أرض الواقع ومحاولة جعل الصحافة مؤسسة إعلامية تعليميَّة وتثقيف الناس وتوجيهها عبر هذه الوسيلة الإعلاميَّة".

 ولم تستطع مجلة نودم حتّى الآن القيام بتحقيقات ميدانية أو استقصاءات مباشرة لأنَّ هذا العمل يحتاج إلى مقدرات مادية وذلك لتأمين المعدَّات اللازمة وتأمين وسائل النقل خاصةً، وهو ما عبّر عنه "تتر" بالقول:" نحنُ في منطقة ساخنة مليئة بالصراعات وتعاني من ظروف اقتصادية قاهرة، على العلم أنَّهُ ما من جهة تمويل تُذكَر والطاقم كله يعمل بشكل طوعي، ولذلك يقتصر العمل الميداني فقط على الأمور الاجتماعية وأمور المعيشة من خلال نقل آراء الناس وإجراء ريبورتاجات صحفية  كالتي تتعلق بالاقتصاد أو المعيشة اليومية وغلاء الأسعار والنشاطات الثقافية والسياسية التي تقوم بها المؤسسات المختلفة ضمن المنطقة".

https://www.youtube.com/watch?v=IUHYKmuHpBg

أمَا بالنسبة للأحداث الساخنة المتعلقة بالصراعات العسكرية الجارية في المنطقة وتغطيتها فهذا العمل يحتاج إلى تدريب الكادر على وسائل السلامة وطريقة الحصول على المادة الصحفية بأقل الخسائر الممكنة إيماناً بضرورة الحفاظ على أمان الصحفي ، علما أنّ عملُ المؤسسة جارٍ على تأمين مراسلين لكل منطقة يقومون بنقل الخبر وصياغته من موقع الحدث.

أكثرُ اللحظات الجميلة التي مرَّ بها كادر العمل، هي لحظة وصول العدد المطبوع ورقيَّاً، "يبدو الأمر كحلمٍ يصبح حقيقة بعد جهدٍ عظيم وعمل في ظروف سيئة جداً في ظل انقطاع وسائل الاتصال من أنترنيت أو كهرباء والأوضاع الأمنية السائدة التي تدهورت في الآونة الأخيرة بالنسبة للمنطقة الكردية، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية كذلكَ الأمر "، هكذا يقولُ "تتر" لموقعنا.

الجريدة منوعة وتضم أبواباً مختلفة من ثقافة وسياسة ورياضة واجتماع وصحة نفسية وحواراتٍ متعددة مع شخصيات فنية وسياسية في المنطقة بالإضافة إلى صفحة تتغير حيث في كل عدد نتناول موضوعاً معيناً مسرح سينما تشكيل .. الخ.

وحول وجود رقابة على عمل المجلة من السلطات المحليَّة في المنطقة يقول تتر"لا رقابة تذكَر حتى هذه اللحظة , نتناول مواضيعنا دون رقابة تذكَر إلا رقابة الضمير المهني والحرص على عدم زرع الفتنة ونقل الحدث كما هو دون انحياز لجهة سياسية معينة، إذ ".بعد سنوات من المنع طالَ كل شيء كرديَّاً نودّ وعلى الرغم من الظروف السيئة العمل على التأسيس لفكرة الصحافة الحرة والإعلام الملقى على عاتقه مهمة زرع الصحافة الورقية كنمط حياة ووسيلة للتعرُّف على أحداث المنطقة والعالم بأسره

 

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد