مجلة عين المدينة


11 تموز 2014

تُعد مجلة "عين المدينة" من المحاولات الإعلامية التي نشأت حديثاً بهدف خلق جو من الحرية الصحفية، إضافة إلى معاصرتها التطورات التي تدخل إلى وسائل الإعلام المقروءة، فالمجلة تدعو الجميع ليشارك في بناء "المدينة"، أي مدينة سورية من جديد بعد كل هذا الخراب المعمّم.

 ولدت فكرة إصدار المجلة من المناخ العام، المتفائل والإيجابيّ، الذي ساد – سابقاً - المدن والبلدات والقرى المحرّرة، لم تكن بداية المجلة صعبة، إنما كانت مثل جميع الصحف التي تأسست حديثاً، أي عادية وخالية من قصص البدايات اللافتة. ومن ثم بدأت المجلة تتطور ضمن سياقها الطبيعيّ، أي كما تتطوّر أية وسيلة إعلامٍ محليةٍ وغير محترفةٍ وناشئة، ومن خلال التعلّم من الأخطاء وصلت إلى ما هي عليه الآن

تقوم المجلة  بنشر المواد التي يمكنها أن تضيف شيئاً جديداً، أو يمكنها تسليط الضوء على قضايا المصالح العامة مثل الخدمات والتعليم والصحة وغير ذلك من احتياجات السكان وشؤونهم اليومية. وتحاول أن تركز جزءاً من جهودها لتغطية أعمال المجالس المحلية في المناطق المحرّرة، سعياً لتعزيز هذه التجربة. ولا تجعل المجلة من نشر المواد الثقافية أو الفكرية أمراً ذا أولويةٍ خاصّة، مع احتفاظها بحضورٍ دائمٍ لموادّ الرأي ومراجعات الكتب والمقالات المترجمة والتحقيقات الخاصّة بالآثار أو الأبنية التراثية التي هي في خطرٍ بالغٍ كما يعلم الجميع.

تعتمد المجلة على شبكة من المراسلين يقومون بمتابعة الأحداث والقضايا المحلية، الذين يختارون القضايا الملحة أو الراهنة، ومن ثم يقومون بإعداد التقارير والتحقيقاتٍ الصحفيةٍ ضمن مبادراتٍ مستقلةٍ أو بالتشاور مع هيئة التحرير. إضافة إلى ذلك تقوم هيئة التحرير بتكليف كتاب من خارج فريق المجلة بكتابة بعض المواد ذات الطبيعة الخاصّة. وكل ذلك يتم انطلاقاً من سياسة تحريرٍ تهتم بالحاجات اليومية للسكان في المناطق المحرّرة أساساً.

تحاول مجلة "عين المدينة" أن تكون من ضمن الإعلام الذي يؤثر في الوعي والرأي العام لصالح مبادئ الحرية والمواطنة والعدل، والذي يعزّز الاحساس بالمشاركة لدى المجتمع في قضايا الخدمات والإغاثة والصحة والبيئة ومتطلبات العيش المتكافل في هذه الظروف الاستثنائية والمليئة بالمخاطر والفوضى. وهو ما يجعل لديها الرغبة في إكمال مسيرتها بعد سقوط النظام، وتطمح إلى أن تكون إحدى المنابر الرئيسية المشكلة للوجه الإعلامي الجديد لسوريا الحرة.

تعتمد المجلة في صدورها على داعمٍ لها يقوم بتمويلها من أجل الاستمرار بالصدور، ولم يحدث أن تدخل هذا الداعم في محتوى المجلة في أيّ عدد من أعدادها السابقة، نتيجة وجود مذكرة تفاهمٍ تنظم العلاقة بين الطرفين بشكلٍ واضحٍ ومتوازن، ولذلك نجد أن الجهة الداعمة لا تتدخل في سياسات التحرير، ولا تسعى لفرض أية أجنداتٍ سياسيةٍ خاصّة، وفق ما يقول كادر المجلة لـ"سيريا أنتولد Syria antold".

تحاول المجلة وسط الإعلام الذي أُسس حديثاً أن تكون من المساهمين ضمن هذه الحركة الكبيرة التي تسعى إلى خلق جيلٍ من الصحافيين الأحرار والشجعان، إلا أن ذلك لن يتم إذا لم يطوّروا أساليب مهاراتهم الصحفية بدأبٍ وبالتدريج.

لا تملك مجلة "عين المدينة" أي حلم خاص في هذه النكبة الوطنية، فأحلامها تشبه أحلام السوريين بالخلاص من الحكم الرهيب لعائلة الأسد، وأن يحقق الشعب الأهداف الأولى للثورة في الحرية والعدالة والمساواة.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد