مجلة "شوارعنا"


26 تشرين الأول 2013

"شوارعنا" مجلة من قلب الشارع السوري، من عبق الياسمين المرسل جدائله على سطوح بيوتنا، من حقيبة كل طالب، من هدير المعامل وزخم الشوارع، من دكّان غص بالبضائع وآخر حار صاحبه كيف ينسقه ليبدو كدكان جاره، من أفراننا ومدارسنا، من وجع الفقر، من قسوة أن تكون بلا عمل و أنت في أوج عطائك، من قهر الحاجة وذل العوز، من نبض الحب ودفق الأمل من أغلالنا وأناتنا، من صوتنا المبعوث من تحت الكفن من ثورة كسرت حاجزاً ما اسطعنا أن نظهره لولا دماء الشباب النقية.

مجموعة من الشباب السوري، ليسوا من منطقة أو مدينة واحدة،  هم من دمشق وريفها، و من حماه و حمص و الساحل، المجلة لا تختص بمنقطة معينة وإنما هدفها نقل الأخبار والنشاطات من الشارع السوري أينما كان.يقول أحد الناشطين في المجلة لموقعنا سيريا أنتولد Syrian untold" نحن (بعضنا ليس كلنا)  مجموعة نعرف بعضنا منذ فترة طويلة، عملنا مع بعضنا مع بداية الحراك في سوريا ،ليس جميعنا في سوريا، هناك من هم خارج سوريا. ولدت الفكرة من أننا أردنا أن نعرض الثورة و شوارع الثورة بأدق تفاصيل، فالثورة و وبعد مضي فترة طويلة على بدايتها، ظهرت فيها الكثير من الإشكالات لا صلة لها بالمواطن السوري لا من قريب و لا من بعيد،  فكانت الفكرة أن نؤسس مجلة تقوم على طرح أفكار و نشاطات الشارع السوري الذي بات نوعاً ما مغيباً في ظل ارتفاع صوت الحرب، وانتشار لون الدم، كان ضرورياً برأينا أن تكون هناك أداة إعلامية تنقل ما يحدث للشباب السوري و ما يقوم به بيومياته". 

تقسمُ المجلّة بشكل رئيسي إلى أربعةِ أبواب، شبابي وسياسي وثقافي واجتماعي، يقوم عصب المجلة على المحور الشبابي، الذي ينقل ويصوّر أحداث يوميَّة تحدث للشباب السوري داخل سوريا وخارجها من وجهات نظر مختلفة، فمثلاً هناك فقرة "جاي النصر وجاية الحرية"، وهي بمثابة كلام عمومي مع الذات يطرح فكرة برأيين مختلفين، أيضاً هنالك فقرة "الشارع العام" وفيها يتم الحديث عن نشاطات الشباب السوري في الداخل والخارج، ويتمُّ تصوير بعض تلك النشاطات بشكل مكتوب، كما الحال مع حركات شبابيَّة مدنيَّة (نحل الساحل، لهون وبس) منظمات مجتمع ( استديو ياسمين بلدي، بيت قامشلو، معهد البدر)، اجتماعيَّاً يتم التركيز على الحياة اليومية للسوريين ومعاناتهم في حياة الحرب التي باتت قدرهم، فتناولت المجلة مواضيع اجتماعيَّة عدّة كمعاناة اللاجئين في رمضان، وحال السوريين في المخيمات، وكهجرة السوريين مؤخراً وبشكل كبير إلى أوروبا

شوارع مدمرة في أحد أحياء حمص، المصدر: صفحة المجلة على الفيسبوك.
شوارع مدمرة في أحد أحياء حمص، المصدر: صفحة المجلة على الفيسبوك.
.. 

وحولَ اختيار المقالات والنشاطات يقول الناشط في المجلة: "في الحقيقة، اختيارات المواضيع تكون بشكلٍ رئيسي عن الهدف من المجلة، المجلّة تهدفُ لتكون مرآة الشارع السوري بوجهة نظر شبابية خالصة سواء أكانت في السياسة أم في الاجتماع أم الاقتصاد أم الحراك الميداني المدني، ومنه نحاول تقديم حلول تتحدى الواقع الصعب، لأننا نؤمن أن هذا الأمل هو ما سيوصلنا وسيساعدنا على تجاوز ما نحن فيه و إلى هدفنا في أننا نستطيع أن نعيد سوريا كما كانت و أفضل" . 

أما الرسالة التي تود المجلة إرسالها يكمل الناشط:"رسالتنا هي خلق أمل من بين كل ركام الموت والدمار الحادث في وطننا سوريا، خلق أمل يوصلنا إلى ما أردنا تحقيقه من البداية حتى لو كان طريقنا طويلاً، هدفنا في النهاية هو هدف الشباب، بتحقيق ما خرج الشعب من أجله من حرية وعدالة وأن تكون المجلة مرأة للشارع السوري بكل حقيقته من دون أية أيدلوجية، سوى توجه الشعب والشباب السوري".

أمَّا الحلم الذي يعمل الناشطون لأجله فيكمِل الناشط:"حلمنا بسيط كما هو حلم كل السوريين، أولاً أن نرى سوريا الآن تنعم بسلام وأن يتوقَّف صوت الحرب، وأن نراها تعود وتُبنى من جديد بأيدي شبابها حتى لو كلَّف هذا وقتاً طويلاً، و أن تكون مجلتنا قد قدمت بصمتها في الشارع السوري التي هي خرجت منه وستبقى منه". 

 أجمل اللحظات لدى فريق العمل هي لحظات انطلاق المجلة، حيثُ كان تفاعل الناس طيباً، واستطاعت المجلة ومن أعدادها الأولى أن تحقق مكاناُ لها في يد القارىء السوري، وخصوصاً في مناطق داخل سوريا، لأنها نقلت أحداث وفعاليات داخل سوريا بوجهة نظر مختلفة عن النقل المباشر للحدث، بل كانت بمثابة المشارك في صنعه.

مجلة "شوارعنا" مجلة شبابية سورية مستقلة تسعى إلى نقل الحدث السوري بعيداً عن ضجيج الإعلام المسيس الذي يدفع السوريون ثمنه دماء أبنائهم.

.

 

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد