مجلة سنديان


10 تشرين الأول 2013

الساحل السوري، الرعب السوري الحقيقي المعاش، الخوف مضاعف من ظلم النظام السوري، ومن هجمات التكفيريين. واقع معاش مرير، وانتفاضاً على هذا الواقع، قررت مجموعة من الشباب السوري في الساحل، تشكيل مجلة "سنديان"، كمجلة تُصدَر من الساحل السوري، وتحاول أن توصل صوت شباب الساحل لأخوتهم في الوطن، وتحلم و تعمل لمستقبل أفضل ينال فيه الشعب السوري بأكمله حريته ويعمل يداً بيد للنهوض بهذا الوطن العظيم.

لم يحتج الأمر إلى الكثيرِ من التّخطيط،، إذ تمّ النقاش حول رسالة المجلّة وخطّها العام والقضايا الّتي ستطرحها وتعالجها، ثمّ تمّ وضع زوايا ثابتة في الأعداد ورسم خطة عمل قصيرة الأمد، ليتم لاحقاً إضافة أبواب أخرى. لم يكن هناك توزيع واضح وثابت للمهام، حيثُ قام فريق العمل بالتعاون فيما بينهم من أجل إنجاز كل المهام، من اقتراح الأفكار الخاصة بكل عدد، إلى إعداد المقالات والتقارير والتواصل مع النشطاء والهيئات الثورية، ومن ثمّ التحرير النهائي للأعداد وتصميمها ونشرها وإدارة الصفحة على الفيسبوك. 

صورة تعبر عن تغطية مجلة سنديان للساحل السوري، المصدر صفحة الفيسبوك.
صورة تعبر عن تغطية مجلة سنديان للساحل السوري، المصدر صفحة الفيسبوك.

وحولَ أهمَّ العوائل الأمنية والسياسيَّة والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه عمل المجلة، يقولُ أحدُ الناشطين لموقعنا سيريا أنتولد Syrian untold "الوضع الأمني في الساحل صعب، التحرّك غير المدروس بالدقة يعرضك للانكشاف. البيئة المحيطة غير داعمة ومن الممكن أن تساهم في إيذائك بدل حمايتك من قوات الأمن، لذا وجب علينا العمل بحذر شديد وبخطوات محسوبة بدقة، أما العوائق الاقتصادية، فقد وصلتنا الكثيرُ من العروض الّتي تعرض دعماً مالياً أو حتى دورات تدريب مجانية، رفضنا هذه العروض لأسبابٍ عدّة، التكلفة المادية للمجلة هي اشتراكات الانترنت فقط، نتوجّس بشكلٍ عام من الأموال المقدّمة والمطلوب في مقابلها. نعمد إلى تأجيل مشاريعنا الّتي تحتاج للتمويل لما بعد سقوط النظام حيث يترافق تحوّلنا إلى مؤسَّسة إعلاميَّة مع وجود بنية واضحة لطرق التمويل وعدم تأثيرها أبداً على استقلاليَّة المجلة، وحول العوائق الاجتماعية، ربما تكون هي الأصعب، نحن نتوجه لأهلنا في قرانا ومناطقنا ونحن نعرف تماماً كم من الصعب التوجه إليهم بخطاب ثوري، حاولنا في ملف العدد 13 الخوض في هذه القضية وأوضحنا أنّه وقبل أن نستطيع الدعوة للثورة في الساحل، نحن ملزمون بتفنيد وبحث وتوضيح عدد كبير من الملفات الشائكة منها المسألة الطائفية، ومستقبل سوريا والأقليات والخوف من الإسلام المتشدد، والعسكرة. إن تجاهلنا هذه الملفات وخضنا بدعوة ثورية رومانسية حالمة فقط، لن نصل أبداً إلى أهدافنا".

تسيرُ رِسَالة المجلَّة في اتجاهين، الأوّل يتوجه لأهل الساحل ليقدم لهم نظرةً مختلفة لما يجري في سوريا، يحاول إنقاذهم من الشرك الّذي نصبه لهم النظام برأي الناشطين في المجلة، ويحاول أن يكون لهم دور حقيقي في بناء سوريا القادمة مع أخوتهم السوريين، و"نعمل في هذا الاتجاه من خلال بحث القضايا الّتي تهم ابن الساحل في الثورة السّورية، والإضاءة على استغلال النظام للطائفة العلوية في حربه ضد شعبه". أمَّا الاتجاه الثاني: من الساحل لكل السوريين، يحاولُ الناشطون في المجلة، نقل الصورة الحقيقية لكل ما يجري هنا لحياة الناس وهمومهم وكيف يفكرون، تلك الصورة المختلفة تماماً عما ينقله النظام في إعلامه المبتذل.  

تمويل المجلة يتم من المال الخاص للناشطين، والأمر حتى الآن لا يتطلب تمويلاً كثيراً، فقط تكاليف الاتصال بالانترنت، لأنّ المجلة إلى الآن لا تطبع لعدة أسباب عديدة، أهمها استحالة طبعها وتوزيعها في الساحل بسبب الحصار الأمني الخانق، ومنها أيضاً عدم توفر المال الكافي لذلك ورغبة الناشطين في الحفاظ على استقلالية المجلة.

مجلة "سنديان" هي رسالةً للمحبة، للعيش الكريم، للأخوّة، للطيبة، هي"من وجعنا من قهرنا، من هون من السنديان العتيق، من الزيتون الاصيل، من الجبل من السهل من الحرش من الوادي من كل الساحل طلعت سنديان"

 

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد