مجلة زيتون وزيتونة


08 تشرين الأول 2013

تقيِّم المنظَّمات الإنسانيَّة الخاصَّة بحقوق الإنسان الوضع في سوريا نتيجَة النزاع الحاصل بأنه وصلَ إلى مرحلةٍ خطيرة، ومن إحدى أهم التقييمات لهذه المنظمات للدلالة على كارثية الوضع هو إغلاق المدارس، نتيجةً إمّا لقصفها أو تحويلها إلى مناطق تسيطر عليها الأطراف المتصارعة، أو إلى أمكنةً يلتجأُ إليها النازحون، إذاً نحن أمام كارثة تعليمية ستكون آثارها مدمرة على المستقبل السوري، ألا وهي مرورُ عامين دون ذهاب الأطفال السوريين الى المدارس.

من هنا بدأت فكرة إصدار مجلّة للأطفال بعد أن طالت فترة إغلاق المدارس بسبب الظروف الأمنية المعروفة، فاقترح بعض الشباب إصدار مجلة أطفال بعنوان "زيتونة وزيتونة"، وذلكَ لإبقاء التلاميذ على تواصل مع القراءة والكتابة ومحاولة تعويض دور المعلم الغائب، وكان الهدف الأساسي تحريض الطفل على الاستمرار في القراءة والكتابة والرسم، من خلال المواضيع المتنوعة التي تطرحها المجلة إضافة إلى تخصيص صفحات لإستقبال مواضيع كتابية ورسومات تزيد من تفاعل الطفل معها، وتمنحه فسحة للتعبير عما يجول في خاطره ويفرغ شحناته ويعبر عن مشاعره في ظل الظروف القاسية التي يمر بها.

وحولَ الطريقة التي تمَّ  فيها نقلُ الفكرة على أرض الواقع، يقول أحد الناشطين في المجلة لموقعنا سيريا أنتولد Syrianuntold " بدأت بطباعة العدد الأول من المجلة وكان عبارة عن أربع صفحات فقط. استجاب الأطفال لها بشدة من خلال إرسالهم العديد من المواضيع والرسومات. ما دعى فريق عمل المجلة إلى مضاعفة عدد الصفحات في الأعداد اللاحقة".

لا يوجد كادر ثابت للمجلة، حيث يشارك في كل عدد حوالي سبع أو ثمان كتاب ومثلهم من الرسامين، إضافة إلى مصمم ومدقق لغوي، ليطبعوا العدد الذي يطبع منه ثلاثة آلاف نسخة ملونة في أرياف إدلب وحلب وحماة، في حين يطبع منها ألف نسخة غير ملونة في الغوطة الشرقية بسبب عدم توافر الحبر.

صور تظهر أطفال سوريين يحملون مجلة زيتون وزيتونة، المصدر: صفحة الفيسبوك
صور تظهر أطفال سوريين يحملون مجلة زيتون وزيتونة، المصدر: صفحة الفيسبوك

أمَّا المعوَّقات التي واجهت فريق العمل في المجلة فقد تفاوتت شدتها، حيثُ في البداية كان مقرراً للمجلة أن تصدر كل أسبوع. لكن صعوبات الطباعة والتصميم والتوزيع أدت إلى إقرار الإصدار كل أسبوعين وما تزال حتى الآن صعوبات الطباعة والتوزيع تحول دون وصول نسخ من المجلة إلى العديد من المناطق والمحافظات السورية

أمَّا حول أهم أبواب المجلة فيكمل الناشط "من البداية قرر فريق المجلة أن يكون التبويب أقرب إلى مواد المدرسة الغائبة، أو بالأحرى المغيبة عن الأطفال. فوضعنا صفحات للأدب، تتناول القصة القصيرة والشعر والأناشيد، وصفحة تاريخ، نتكلم من خلالها في كل عدد عن شخصية تاريخية كان لها أثر في مجتمعانتا ليحاول الأطفال أن يروا فيها قدوة لهم. وصفحة الجغرافيا بعنوان اكتشف سوريا لتعريف الأطفال بمختلف المدن والمناطق السورية. وصفحة لتعلم اللغة الإنكليزية, وصفحة للقصص المصورة (كوميك) تتحدث غالياً عن الآداب والأخلاق العامة التي يجب أن يتحلى فيها الطفل. وهناك أيضاً صفحة للتلوين وصفحة لتعلم الخط العربي.إضافة طبعاً إلى عدة صفحات لإستقبال المشاركات (كتابةً ورسماً) من الأطفال"

ومن أجمل اللحظات التي مرَّت على الفريق العامل في المجلة، عندما كان الأطفالُ يطرقون باب مكتب المجلة ويسألون المحررين، عن موعد صدورها ويخبروهم أنهم ينتظروها بشوق. "كذلك عندما نسمع من أولياء الأطفال أن المجلة أصبحت النافذة الوحيدة التي يتمكن أطفالهم من خلالها أن يكتبوا ويرسموا بحرية، وأبشع اللحظات كانت عندما يشتد القصف على المدينة ويؤدي إلى نزوح العائلات والأطفال وينقطعون عن المشاركة في المجلة"

فريق العمل يتمنى أن يتغلب على الصعوبات المتعلقة بالطباعة والتوزيع وأن يتمكن من توصيل المجلة إلى يد كل طفل سوري على امتداد أرض الوطن، كما يسعى إلى خلق شبكة تعارف بين جميع الأطفال في مختلف المدن والمحافظات. وهناك الكثير من الخطط المستقبلية للمجلة مثل الصدور بأكثر من لغة (عربية, كردية, آشورية, سريانية... إلخ) واستقبال المشاركات من الأطفال بجميع هذه اللغات المحكية في سوريا..

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد