مجلة بصيرة


27 حزيران 2014

 

"سوريون جمعنا التوحيد" شعار إسلامي تتباه مجلّة "بصيرة"، وبه تعرّف نفسها وتسعى "نحو إعادة بناء الثوابت والأصول الصحيحة في مجتمع مدنيّ حرّ، ما بعد نجاح ثورة التحرير". بهذه الكلمات تنقل إدارة تحرير المجلة التعريف من مستوى ديني إلى مستوى يتساوق مع دلالات لشعارات جاءت بها الثورة السورية مثل "سوريا للجميع" و"دولة لكل مواطنيها".

 

رغم الدلالات الإسلامية التي يحملها اسم وشعار المجلة، إلا أن المواد المنشورة عبر صفحاتها تؤكّد على انتمائها إلى الفكر الإسلامي المعتدل، ذلك الذي يطرح نفسه كشريك في الحياة السياسية، ولا يرغب بالاستحواذ على الدولة والمجتمع، بل يعمل في ضوء القوانين المنصوص عليها ضمن شروط الدولة المدنية. تقول إدارة التحرير لـ"سيريا أنتولد syriauntold": "مقالاتنا بالمجمل فكرية تهدف إلى التوعية العامة والبناء الفكري التحليلي مع نبذ الخلاف، وتصب بعمومها في خانتين اثنتين: العدل والتوحيد، وضمن هاتين الكلمتين ستجد تركيزنا الدائم وفكرنا الأساسي". وتؤكد الصحيفة، في توجهها ومعالجتها للحدث السوري، أن مصير الثورة السورية الانتهاء إلى مجتمع متساو في الحقوق والواجبات في "دولة التوحيد" القائمة على الاعتدال انطلاقاً من الآية القرآنية القائلة: "قُل هَذِهِ سَبِيلي أَدْعُو إِلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ".

 

المجلة ذات الرؤيا الإسلامية تؤمن بالدولة الحديثة، وتحفل صفحاتها بمقالات تهدف إلى التوعية في أسس الدولة المدنية القائمة على الحريات الفردية والفكرية. كما تحلم ببناء مجتمع عادل، حر، واعٍ ونظيف، مجتمع لا طغيان فيه ولا كبت للحريات، لكنها تنظر إلى الحريات التي تتناسب وتتماشى مع الأخلاق العامة للمجتمع السوري.

تطمح "بصيرة" أن تذهب إلى إعلام إسلامي معاصر ومدني، لا يغفل شروطه وواجباته كأعلام ينتمي إلى فضاء الحرية العام، إذ تأتي رؤيتها التحريرية من إدراك عميق لمعاناة السوريين في ظل حكم الأسدين، من حيث شموليته واستبداده وتنميطه للثقافة والحريات الإعلامية. وتعمل لأجل ذلك وفق رؤيا مختلفة عن المؤسسات الإعلامية الأخرى المهيمنة على المشهد السوري الذي أصبح، بعد الثورة، ساحة لتبادل التصفيات السياسية بين مختلف الاتجاهات الفكرية الفاعلة.

وتتبع المجلة أسلوباً تحريرياً لا يغفل توجهاتها السياسية والاجتماعية، فبالإضافة إلى موادها الفكرية التي تأتي ضمن حقول معرفية ثابتة، هناك المادة الصحفية التي على علاقة بالحدث اليومي، والتي تكون بحسب ما تقتضيه ضرورات الخبر السوري، فهي ليست مجلة تلتقط الأخبار وتعالجها تحريرياً بالصور والتقارير والتحقيقات، بل هي مجلة فكرية ثورية اجتماعية، تحاول السير بثبات وفق منهج بنائي يدعم العقل الحر، ضمن الثابت الإيماني المعروف.

لتعزيز مصداقيتها اعتمدت المجلة في إعداد موادها وإصدارها على العمل التطوعي، فرغم تقديم العديد من الاقتراحات لتمويلها ووضعها تحت وصاية هذه الجهة أو تلك، إلا أنها لا تزال ترفض تلقي الدعم من أي جهة كانت، لما في ذلك من مصادرة لدورها في صناعة رسالة إعلامية تلامس الضمير الشعبي وتعبّر عنه في عملها. ولكي تساهم بخلق إعلام حقيقي صادق، غير مقيّد بأجندات خارجية أو جانبية، إعلام يعبر عن تطلعات الشعب السوري، وليس النخب السياسية والأحزاب والقوى التي تتنازع من أجل سلطة، أو كرسي، أو مال، أو أي عرض دنيوي.

ترى "بصيرة" نظام الأسد مرضاً زائلاً، ولذلك فهي تعمل جلية على مستويين: مستوى إسقاط النظام والدعم الفكري الإعلامي الصادق والموضوعي دون تحيزات عمياء أو انجرارات، ومستوى إعداد الفكر لمرحلة ما بعد النظام، وما يشوبها من اضطرابات وعدم اتزان.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد