راديو "صوت راية"


15 تشرين الثاني 2013

 مؤسَّسةٌ سمعيَّة بصريَّة سوريَّة مُستقلَّة، تعملُ على إنتاج مشاريع سمعيَّة- بصريَّة تُجاهد من خلالها لرفع صورة الإنسان السوري، إنَّها راديو "صوت راية"، وهي إذاعَة سوريَّةٌ تعمل من خلال برامجها على تمكين الهويةَّ السوريَّة والبَحِث في الذَّاكِرة والتاريخ السوري.

وُلِدت الفكرة من تساؤلاتٍ يوميَّة ارتبطت بهويَّة المُجتمع السوري، من هو الإنسانُ السوري؟ ماهو شكل المجتمع السوري والعلاقات المجتمعيَّة داخل سوريا؟ ماهيَ الصّورة الحقيقيَّة للمُجتمَع السوري؟، هذه الأسئلة هي التي تنطلق منها هوية راديو "صوت راية" وعلى أساسها وُلِدَت وتقوم.

يسعى العاملون في "صوت راية" إلى الوصولِ لكلِّ السوريين، أبناء سوريا بكافَّة مناطقها الجغرافيَّة السوريَّة، وذلك بعيداً على التقسيمات السياسية، والمهم عندهم هو إظهار الحقيقة كما هي بعيداَ عن الانحياز لآيّ طرف، يقولُ أحد الناشطين في الراديو لموقعنا سيريا أنتولد Syrian untold :"نحن مؤمنون بأنَّ الحقيقة بما يتعلق بالوضع السوري واضحِةٌ وليست بحاجة لبروبوغاندا أو انحياز ليتمَّ الحديث عنها، مايهمُّ الآن هو الصدق والحديث عن هويَّتنا التي سَيُعَاد صياغتها مع الزمن، ونُدْرِك بأنَّ مُهَمَّة الإعلام لن تكون آنية في التأثير وإنما هي من خلال الزمن والتراكم، لذلك خطة "صوت راية" تأتي على الزمن الطويل، مع الحذر الشديد من الطيش في استخدام المصطلحات والأفكار، لأنَّها ستتحوَّل بفعل الزمن إلى حديثٍ يوميّ مترسّخ بوعي الجمهور المهتم".

تدورُ أغلب برامجُ الإذاعة حول مفهوم الهويَّة والذاكرة السوريَّة، "نحاول تحويل كلّ ما يصل إلينا الى قصص تروى، لإيماننا بأنَّ الجميع بحاجةٍ للاستماع لهذه القِصَص، ليس فقط على مستوى تحويل النصوص التي تصل إلينا وإنَّما حتى على مستوى الشكل النهائي الذي يصل إلى المستمع"، ومن البرامج التي تعرض على الإذاعة، برنامج "صباحكن سوري"، وهي فقرة صباحيَّة يوميَّة تناقش يوميّّاً موضوعاً معيَّناً، مرتبطِاً بالقضايا والأسئلة الخاصَّة بهويَّة الراديو. وأيضاً توجد فقرة برنامج "توتة توتة"، وهو برنامج يحكي كل يوم حكاية لتفاصيل يوميَّة عِشْناها ونعيشها، لإعادة قرائتها بعين مُختلفة واكتشاف مواضع المشكلة. بالإضافة إلى برنامج "سيَّس فكرك"، وهو برنامَجٌ فيه شَرْحٌ مُبسَّط للمصطلحات السياسيَّة المتداولة في الأحداث السياسيَّة والاجتماعيَّة المرتبطة بسوريا. وأيضاً يوجد برنامج "قصتنا قصة يا جدو"، وهو مسلسل ترفيهي تفاعلي يعرض قصص وحكايات للأطفال، ويقدم العبرة من خلال المتعة والتشويق، وتحتوي كل حلقة على سؤال يحفز ذهن الطفل ويدعوه للتفكير. أيضاً يوجد برنامج  "فوووت غووول"، وهو برنامج رياضي يعرض مُلخَّص للفعاليات الكرويَّة العالميَّة والدوريات الكبرى مع آخر أخبار اللاعبين والمدربين وبعض الأخبار الهامَّة التي تخص باقي الرياضات. وأيضاً يوجد برنامج "المثقَّف والسلطة"، وهو برنامج سردي يتناول تعريف المثقف والسلطة والعلاقة التاريخيَّة بينهما، بما تحتويه من تقاطعات وتناقضات، يعتمد البرنامج على أسلوب عرض مميز و مشوق، ويتجنب مآزق الرتابة التي تقع فيها هذه النوعية من البرامج، وغيرها هنالك الكثير من البرنامج التي تعرض على الإذاعة

صورة لطاقم راديو صوت راية، المصدر الموقع الرسمي للراديو عالفيسبوك
صورة لطاقم راديو صوت راية، المصدر الموقع الرسمي للراديو عالفيسبوك

وحول الطريقة التي تقوم فيها المجموعة باختيار برامجها، وكيفيَّة الحصول على الأخبار الميدانية من الأرض، يقول الناشط:"نختار برامجنا بناءً على ارتباطها بهوية الراديو، وتضاف لذلك عوامل أخرى كالجمهور المستهدف وآليَّة الخطة الحاليَّة التي نعمل عليها خلال الدورة البرامجيَّة، إضافةً لذلك نبحثُ عن النصوص والأفكار الإبداعيَّة، حتى لو كانت هنالك مسافة بينها وبين هويَّة الراديو، ولدينا مجموعة مراسلين على الأرض، ونسعى حالياً لتوسيع الفريق من خلال خطَّة عمل جيدَّة وصحيحة نعمل عليها من أجل إنتاج الأخبار بصيغة مهنية، إضافةً لمصادر خاصة نقوم بالرجوع لها من أجل الوصول إلى مصداقية الخبر".

أغْلبُ مَنْ يَعْمل في الراديو تُوجَد لديهم خلفيَّات لا بأس بها حول الأقْسَام التي يعملون فيها، وهم شبابٌ موهوبون تمَّ إخضاعهم إلى دورات تدريبيَّة، بالتعاون مع مؤسَّسات لها باعهَا الطَّويل في مَجال التدريب في حقل الإعلام المَسموع، أمَّا بخصوص التمويل فإنَّ التمويل الأكبر هو عن طريق مؤسسة "راية" للتطوير الإعلامي، "لاتوجد أيَّة سياسة مفروضة علينا اتّباعها في عملنا ضمن الراديو، سياستنا وشكل العمل هو قرارنا الشخصي ويعتمدُ علي ارتباطنا بهويّتنا السوريَّة".

ككلِّ السوريين من الصعب جداً إحصاءُ لحظات الحزن أولحظات الفرح التي مرَّت بفريق العمل في راديو "صوت راية" بسبب المأساة السوريَّة اليوميَّة، "مَشاعر يوميَّة تشعرك دائماً بحالة من الضياع، لكن بالنسبة لنا كفريق يعمل بالراديو، لحظات الحزن الحقيقيَّة هي عندما يفارقنا زميل كنا اعتدنا العمل سويةً، ولحظات الفرح تبدآ مع انضمام زميل جديد لفريقنا".

صوت راية" راديو يحاول أن يجعلَ للتغيير معنىً، أسلوبٌ إعلامي جديد لقراءة الماضي بطريقةٍ صحيحة لأنَّه أفضل طريق لحل المشاكل بعيداً عن التزوير المنتشر، محاولة من شباب سوريين لإلقاء الضوء على المجتمع السوري بشكل عام والريفي المهمش منه بشكل خاص، لبناء سوريا حرة وعادلة وخالية من الظلم.

 

  

 

 

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد