راديو حارة


08 نيسان 2014

لأن الحارة في اللغة العربية تشير إلى وحدة اجتماعية صغيرة، ولأن الإذاعة عموما تتوجه إلى "كل طبقات المجتمع في بقعة جغرافية صغيرة نسبياً" اختار الناشطان "عدنان حداد وطوني الطيب" اسم "حارة" ليطلقوه على الإذاعة التي بدأ بثها التجريبي في 23 نوفمبر 2013، حيث  تم اختيار مدينة حلب منطلقا لعملهم "نظراً لكثافة عدد السكان وتسارع الأحداث فيها وعراقة مجتمعها" مع محاولة الوصول إلى "شقيها الواقعين تحت سيطرة النظام من جهة، وسيطرة الجيش الحر وبعض الفصائل الأخرى من جهة ثانية" كما يقول أحد مؤسسي الإذاعة لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".

فكرة المشروع بدأت حين كان كل من "عدنان وطوني" يعملان في مركز حلب الإعلامي، حيث ولدت فكرة الإذاعة، بهدف "الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور وتأمين قناة للتواصل والتفاعل معهم"، ليدخلوا في ورشة عمل ونقاش استمرت عدة شهور، تمكنوا في نهايتها من "صياغة المشروع وحساب التكاليف وتحديد الرؤية والأهداف للإذاعة" لتبدأ بعدها مرحلة العمل الفعلي في الأول من سبتمبر 2013  والتي انتهت بإطلاق العمل في نوفمبر من العام نفسه.

الإذاعة التي تبث على الانترنت عبر موقعها الالكتروني على تردد الإف إم 91 ميجا هرتز، اختارت برامجها بما يتناسب مع اسمها عبر التركيز على "الجوانب السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية" مع التركيز على "موسيقا شبابية تهدف إلى رفع سوية الذوق الغنائي العام والابتعاد عن الموسيقى المبتذلة" كما يقولون.

وتعتمد الإذاعة في تقاريرها وعملها على ثلاثة مراسلين يعملون في مدينة حلب و خمسة عشر ناشطا إعلاميا وموظفا في المكتب الرئيسي للإذاعة في مدينة "غازي عنتاب"، حيث يعمل هؤلاء على "رصد شبكات الأخبار المحلية والعربية والعالمية ليتم نقل بعض الأخبار عنها. هناك مراجعة دورية للأخبار التي يتم نشرها وتلافي أي خطأ تحريري" وذلك من أجل تعزيز مسألة المصداقية التي تشكل أحد أهدافهم الأساسية من هذا المشروع في طريقة "التعامل مع الأخبار ومصادرها والالتزام بالممارسات الدولية المرعية فيما يتعلق بحقوق هذه المصادر".

ملصق لحلقة تتحدث عما يحدث خلف الكواليس في جنيف 2 على راديو حارة. المصدر: الصفحة الرسمية للراديو على الفيسبوك
ملصق لحلقة تتحدث عما يحدث خلف الكواليس في جنيف 2 على راديو حارة. المصدر: الصفحة الرسمية للراديو على الفيسبوك

حددت الإذاعة لنفسها عدة معايير وأهداف، يمكن تلخيصها بالآتي، منها "التمسك بالقيم الإعلامية المهنية" و "احترام خصوصيات الأفراد وعدم المس بحياتهم الخاصة" و "معاملة المتلقي بما يستحقه من احترام وتقدير" و "ترسيخ فكرة التنوع" و "التسويق الدائم للقيم الإنسانية الأساسية ومكارم الأخلاق" و"تخصيص مساحة زمنية للأعمال الإنسانية والخدمات الاجتماعية والقائمين عليها" و"الاعتراف بالخطأ فور وقوعه والمبادرة إلى تصحيحه وتفادي تكراره" و "التمييز بين مادة الخبر والتحليل والتعليق لتجنب الوقوع في فخ الدعاية والأماني والتكهنات" و "الوقوف إلى جانب الزملاء في المهنة وتقديم الدعم لهم عند الضرورة وخاصة في ضوء ما يتعرض له الإعلاميون والمؤسسات الإعلامية اليوم من اعتداءات وتهديدات و مضايقات والتعاون مع النقابات الصحفية العربية والدولية للدفاع عن حرية الصحافة والإعلام".

اعتمدت الإذاعة في البداية على تمويل نفسها من جهود مؤسسيها الذاتية، إلى أن "تم التعاقد مع منظمة دولية تدعم الإعلام المستقل في سوريا تحت شروط الحفاظ على استقلاليتها" مع سعي الإذاعة لاستغلال "طاقاتها في سبيل الوصول إلى التمويل الذاتي".

"حارة" محاولة شبابية تأتي من عمق النشاط المدني والإعلامي السوري، لاعتقاد مؤسسيها أن "للإذاعات المجتمعية المستقلة مستقبل واعد في سوريا"، مما يحتّم عليهم "الارتقاء بمحتوى هذه الإذاعات للوصول بمجتمعاتنا إلى اعتماد هذه الإذاعات كمصدر مستقل ومهني للمعلومة خصوصاً مع سهولة الوصول إلى هذه المجتمعات من خلال الأثير".

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد