حركة أطياف من أجل سوريا


12 آب 2015

تندرج حركة أطياف، في إطار الحركات المدنية، وقد تكون أقرب إلى المجتمع المدني منها إلى المجتمع السياسي. باشرت حركة أطياف نشاطها منذ النصف الثاني من عام 2011 وتم الاعلان عن تأسيسها بشكل علني عبر بيان تم توزيعه على الناشطين بحوالي آذار من عام 2012. وأتى تشكيل حركة أطياف في سياق محاولة إيجاد إطار عمل جامع، يوفر إمكانية تنسيق الجهود والطاقات بين مجموعات من الشبان والشابات الذين يحملون أفكاراً متشابهة وتصورات حول المستقبل تتقاطع في العديد من النقاط. وبالاستناد إلى شهادة أحد ناشطي الحركة لحكاية ما انحكت، فإن حركة "أطياف" سعت إلى إيجاد إطار جامع للعديد من الشبان والشابات المنخرطين في الثورة، والذين كانوا في توق لإيجاد شكل ما يعبر عنهم ويؤطر حراكهم المدني.

 وفعلاً بدأت حركة أطياف بحوالي خمسة عشر شاب وشابة، جمعتهم نقاشات وسجالات مطولة، حول تعريف العمل ووضع أهداف واضحة له، وبلورة هويته المتمايزة والمنسجمة مع الأوضاع الجديدة التي كانت تعيشها البلاد.

لافتة رفعت من قبل حركة أطياف تنديدا بالانتخابات الرئاسية عام 2014. المصدر: الصفحة الرسمية لحركة أطياف على الفيسبوك
لافتة رفعت من قبل حركة أطياف تنديدا بالانتخابات الرئاسية عام 2014. المصدر: الصفحة الرسمية لحركة أطياف على الفيسبوك

ومن أبرز أهداف حركة أطياف كان العمل من أجل "بناء الدّولة المدنيّة الدّيمقراطيّة عبر صياغة دستورٍ جديدٍ للبلاد يؤكّد على فصل السّلطات (التّشريعيّة, التّنفيذيّة, والقضائيّة) ويحفظ كرامة المواطنين، ويساويهم بالحقوق والواجبات". وعبروا من خلال اللافتات التي حملوها في المظاهرات ومن خلال وسائلهم الإعلامية عن هذا التوجه، مؤكدين على ضرورة "الحفاظ على وحدة الوطن، ونبذ العنف والطّائفيّة، ونشر ثقافة المواطنة، والرّأي والرّأي الآخر، وتبنّي الحوار للارتقاء بالمجتمع السّوري وتطوير فكره السّياسيّ والاجتماعي".

تنوعت أشكال النشاطات الثورية التي قدمها ناشطو حركة أطياف، فشاركوا في العديد من المظاهرات في العديد من المدن والبلدات السورية، ومنها أحياء في العاصمة دمشق، ككفرسوسة والميدان وجوبر واليرموك وغيرها، وفي حمص وفي مدينة سلمية، وسعوا عبر مشاركاتهم هذه إلى التعبير عن توجههم الوطني العام وليس المناطقي. كما شارك ناشطو حركة أطياف في العديد من الحملات التي أطلقها ناشطون سوريون كحملة "أوقفوا القتل"، وحملة "خلف القضبان". وفي مدينة سلمية، قام شبان من الحركة بالبخ على جدران المدينة وكتابة شعاراتهم المناهضة لنظام الأسد والمعبرة عن توجههم الديموقراطي والمدني، ونبذ العنف ومعارضة استخدام السلاح من كافة الأطراف.

مع بداية عام 2012، تعرضت كوادر الحركة للملاحقة الأمنية، وتم التضييق عليهم، واعتقل العديد من ناشطي الحركة وناشطاتها، فتراجع عمل حركة أطياف، واقتصر فيما بعد على العمل الإعلامي والإغاثي، بينما أجبر العديدين من كوادر الحركة إما إلى التخفي أو مغادرة البلاد خوفاً من الاعتقال، وتوقفت الحركة عن العمل بشكل شبه كامل في حوالي منتصف عام 2014.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد