جريدة "إميسا عاصمة الثورة"


24 حزيران 2014

 

نشأت بعد قيام الثورة السورية صحافة حرّة غايتها خدمة أهداف الثورة في الحرية والعدالة والكرامة، ونقل حقيقة المشهد السوري في ظل محاولات النظام لطمسه والتعتيم عليه، وقد بدات مسيرة هذه الصحافة من مبادرات فردية قام بها ناشطون على الأرض، لتقديم المعلومات الميدانية عن الحراك الشعبي، وتوثيق الأحداث بالصور والتقارير من مواقعها، ونقل معاناة الناس وآلامهم وطموحاتهم، وحين تطورت هذه المبادرات بتضافر الجهود وتنظيمها وإدارتها، بدأ الإصدار الفعلي لبعض الصحف الالكترونية والورقية، وكان من أوائلها "جريدة إميسا عاصمة الثورة".

 

أسرة الجريدة فريق عمل متآلف، جمعته أحلام الثورة منذ انطلاقتها التي يعود الفضل فيها للشهيد المؤسس (الحنون) الذي استشهد تحت التعذيب في معتقلات النظام، وهو أحد السوريين الذين رفضوا محاولات النظام في نشر الأكاذيب والافتراءات لتشويه سلمية الثورة، وتصويرها على أنّها إرهابية تخريبية يقوم بها متطرفون.

جريدة "إميسا"، النصف شهرية والتي تطبع وتوزع في مدينة حمص وفروعها، كانت في البداية نوعاً من الردّ، قبل أن تتحوّل إلى مشروع صحافي سوري طموح.

تنشر التحقيقات والتقارير الميدانية، وتنقل نبض الشارع، بالإضافة إلى نشرها المقالات الفكرية والعلمية والثقافية الثورية، وإن كان طابعها العام سياسيّاً إلا أنها تهتم بالمادة الاجتماعية والثقافية، كما تولي اهتماماً خاصاً للمادة الطبية التي يحتاجها السوريون بشدّة، إلى جانب أبوابها الثابتة التي تعرّف ببعض المواقع والأوابد الحضارية والعمرانية في سورية.

 

يواكب محررو "إميسا" الأحداث ساعة بساعة، وهم موجودون في ميادين الحراك الثوري بأنواعه العسكري والمدني، فهم في الخطوط الأولى للقتال وفي تغطية المظاهرات والفعاليات الثورية والمحافل السياسية، ويتم اختيار المواد حسب أهمية الحدث وتأثيره على مجريات الثورة، كما يتمّ التواصل مع القيادات السياسية والميدانية، كما تعمل الجريدة على نشر المواد التي تراكم وعياً سياسياً، أساسه التعريف بالحقوق السياسية والإنسانية. والرسالة التي تحملها على عاتقها هي إيصال الحقيقة بالكلمة والصورة والتحليل، ومحاولة الوصول إلى إعلام ثوري بديل عن إعلام النظام الخشبي المضلل والكاذب.

 

الجريدة لن تتوقف بسقوط النظام، بل سوف تستمر في رسالتها من اجل الوصول إلى صحافة حرة في سوريا الجديدة، فبلدنا يستحق أن تكون فيه سلطة رابعة بكل معنى الكلمة، سلطة رابعة تضاف إلى السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، تراقب مدى قيام هذه السلطات بواجبها، ومدى احترام هذه السلطات للقانون وحقوق الإنسان، في ظل نظام سياسي ديمقراطي يقر بمبدأ الفصل بين السلطات، وبسيادة القانون والمؤسسات.

ورغم الظروف الصعبة التي يعمل فيها فريق التحرير، من حصار وقصف متواصل من قبل عصابات النظام، إلا أن الإيمان بالفكرة يدفعهم إلى مزيد من التشبث والعناد، معتمدين على جهودهم الذاتية، مخاطرين بأرواحهم في بعض الأحيان في سبيل الهدف المنشود، لكن حتى في مثل هذه المشاريع يقف التمويل كعقبة صعبة. وبخصوص "اميسا" انتهى عقدها مع الداعم المالي الحالي، وهو (منظمة مجتمع مدني)، لذا فالعمل يجري بوتيرة قوية للتعاقد مع داعم جديد للحفاظ على الاستمرار. ورغم الحاجة إلى الدعم إلا أنه يأتي دوماً متوافقاً مع الخط الوطني الذي تنتهجه الجريدة، بعيداً عن الطائفية أو الإقصاء والتزام الوسطية والاعتدال في لغة الخطاب.

 

يقول فريق التحرير في كلمة تلخص رسالتهم في العمل المهني والوطني معاً: "حلم كل السوريين هو انتصار الثورة وإسقاط النظام المستبد، والسير في طريق الحرية والديمقراطية. ونحن جزء من الشعب السوري نحلم بذلك اليوم المنشود، ويقيننا أنّه آت ﻻمحالة. تجمعنا (كفريق عمل وأسرة إعلامية) أحلام كثيرة من بينها الوصول إلى التميّز والريادة في قمة الصحافة الثورية، وأن تصبح جريدتنا يومية أو أسبوعية على أقل تقدير وأن توزّع خارج سوريّة أيضاً". 

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد