مع اندلاع الانتفاضة السورية في آذار 2011 كانت مدينة القامشلي من أوائل المدن التي انخرطت في التظاهرات منذ الجمعة الثانية حيث شارك بها العديد من الشباب من كافة القوميات والأديان التي تتعايش في المدينة منذ عقود طويلة، إلا أن مجموعة من الشباب المنتمين إلى القومية الآشورية (السريانية) ارتاؤوا تشكيل تنسيقية "خاصة بقوميتنا حتى تبرز مشاركتنا في الثورة السورية، خصوصا مع المحاولات المقصودة أحيانا لطمسها، فتشكلت التنسيقية في أواخر نيسان من عام 2011"، كما يقول أحد النشطاء لموقع سيريا أنتولد syriauntold.

وهكذا تشكلت التنسيقية من "مجموعة من الشباب السوري من أبناء القومية الآشورية، الموزعين في عدة محافظات سورية، والمتواصلين مع بعض الشباب الآشوريين في المهجر، ليبقى مركز الثقل الأساس لنشاط التنسيقية في الجزيرة السورية، وخاصة محافظة الحسكة.

نشطت التنسيقية في مجال التظاهر حيث دعت وشاركت في "جميع المظاهرات في كل من القامشلي و المالكية و القحطانية و حلب و دمشق"، إضافة إلى إطللاق حملات متعددة منها "حملة شموع الأضحى" و "ميلاد الحرية" و "مصلوبين على دروب الحرية".

ومن عناوين الحملات يلاحظ ارتباط هذه الحملات بحدث مركزي مثل " الشهداء الذين سقطوا خلال عيد الأضحى أو بمناسبة عيد الميلاد أو عيد الصليب أو عيد الفطر".

التنسيقية تتشارك في حملاتها مع مجموعات أخرى، وتشارك هي في فعالياتها ونشاطاتها، إذ "نحرص دائما على أن تكون المشاركة عربية كوردية آشورية(سريانية)، كما و لا نقوم بمشاركة أي مجموعة يكون لها أهداف و طموحات غير وطنية أو ذات بعد متطرف من أي جهة كانت"، معتمدين مبدأ "العدد غير مهم. المهم هي الفاعلية".

تهدف التنسيقية من نشاطها هذا إلى إثبات أن الانتفاضة السورية هي لكافة السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الاثنية، مع السعي "لبناء سوريا جديدة موحدة تحترم التنوع الديني والقومي وتبنى على أساس المواطنة".

تعتمد التنسيقية في تمويل نشاطاتها التي تتوقع أن تستمر خلال المرحلة الانتقالية على " تبرعات و اشتراكات أعضاء التنسيقية كما أن المنظمة الآثورية الديمقراطية قامت بدعمنا بشكل كبير"، مع توّقع بأنّ العمل خلال المرحلة الانتقالية سيكون صعبا وشاقا بعد "كل هذا الدمار و كل هذه الإنتهاكات".

يختصر شباب التنسيقية حلمهم بـالوصول إلى "سوريا موحدة أرضا و شعبا في وطن تُحترم كافة أبنائه، و تعترف بالشعب السرياني الآشوري الذي أخذت منه اسمها كشعب أصيل في سوريا اعترافا دستوريا سواسية مع كافة مكونات الشعب السوري".

"تنسيقية الشباب السريان الأشوريين": شباب سوري أبى أن يقف على الحياد في الوقت الذي تناضل سوريا لنيل حريتها، فانخرط في الصراع من أوسع أبوابه، هادفا لخلق حريته بيده.