الهيئة العامة للرياضة والشباب


26 تشرين الثاني 2014

مع بدء الثورة كثرت الانشقاقات عن المؤسسات التي حوّلها الاستبداد إلى مؤسسات شخصية يمنع فيها إبداء الرأي، وتوّقفت بعض المؤسسات عن العمل بسبب تراجع سيطرة النظام عن بعض المناطق، مما خلق فراغا دفع عدد من النشطاء إلى محاولة بناء مؤسسات جديدة للحفاظ على الدولة السورية ومنعها من الانهيار من جهة، وللتمايز عن مؤسسات النظام من جهة ثانية، ومن هذه المؤسسات "الهيئة العامة للرياضة والشباب" التي ولدت بداية تحت اسم "الاتحاد الرياضي السوري الحر الذي انطلق من مدينة حلب والذي بدأ يتوسع لاحقاً ببعض المحافظات السورية" كما يقول أحد المؤسسين لموقعنا "حكاية ما انحكت".
إيمانا من المؤسسين بالعمل الجماعي وجهت الدعوة لكافة الكيانات الرياضية الأخرى للتوّحد تحت مسمى، حيث تم التجهيز لمؤتمر لم يحضره أحد رغم تأجيله، إذ لم تضم الهيئة إلى صفوفها إلا منتخب كرة القدم (تجمع لبنان) وهيئة الرياضيين الأحرار.

أما الدافع الأساسي لتشكيل الهيئة فجاء بعد عجز الكثير من التنظيمات التي تشكلت عن تقديم شيء لرياضيي الداخل، "بسبب تبوّء البعض من غير الرياضيين للمناصب واستغلالهم للرياضيين أصحاب الإنجازات العالمية لتحقيق مكاسب شخصية"، الأمر الذي دفع بعض الرياضيين بحلب لمواجهة هذا التهميش، ليولد الاجتماع التأسيسي الأول في الشهر الثامن (2013) بمشاركة أربعين رياضي من مختلف الألعاب، وضعوا النواة الأساسية للاتحاد والنظام الداخلي, لينضم لاحقاً قرابة 300 رياضي من أبناء مدينة دير الزور.

كون الهيئة لا تتلقى أي دعم حتى الآن، فإن مؤسسيها يقومون بالنشاطات ذات الجهود الذاتية كزيارة بعض نجوم الرياضة لمخيمات اللاجئين في تركيا و تنظيم بعض الدورات وبمختلف الألعاب داخل المخيمات, والضغط باتجاه تفعيل الدور الرياضي للمجالس الثورية من خلال إقامة بطولتين لكرة القدم بمدينة حلب, وبعدها تم إطلاق دورة الأيتام الكروية بمدينة كلس التركية لدعم الشباب السوري.
وتمكنت الهيئة من دمج نشاط اللاعبين السوريين مع الشباب السوري من خلال "تنظيم بطولتين حملتا أسماء شهيدين من لاعبي كرة القدم"، هما: "دورة الشهيد زكريا اليوسف في مدينة حلب والتي نظمناها بالتعاون مع إذاعة "نسائم سوريا" والتي يشرف عليها الحكم علاء مروح, ودورة الشهيد محمود الجوابرة في مدينة كلس التركية، وننظمها بالتعاون مع منظمة "اليوم التالي" ويشرف عليها الحكم أنس حسين" كما يقول أحد المؤسسين لـ "حكاية ما انحكت"، الذي يؤكد أن خطوة الهيئة القادمة تركز على "تشكيل منتخبات رياضية ببعض الألعاب الفردية والجماعية بعد تأمين التمويل اللازم لها لضمان استمراريتها ومشاركتها بالبطولات الودية والرسمية".
أغلب نشاطات الهيئة تقام اليوم في المناطق الخاضعة لسيطرة "الجيش الحر" في مدينة حلب، نظرا لصعوبة التحرك وإقامة النشاطات الرياضية بباقي المحافظات, في حين أقيمت نشاطات أخرى ضمن المدن التركية الموازية للحدود السورية. ويسعى الفريق لأن يكون العام المقبل ( 2015) بداية "الانطلاقة الكبيرة للهيئة داخل وخارج سوريا".
خيبة أمل الهيئة من "الحكومة السورية المؤقتة" كبيرة، إذ بدل أن تتلقى الهيئة الدعم من الحكومة وجدت نفسها "تدعم الحكومة إعلامياً ومعنوياً حيث قامت الحكومة بتعيين أشخاص أوصياء على العمل من غير الرياضيين بعدما فشلت باستقطاب المزيد من الرياضيين أو تقديم الدعم للرياضيين الأحرار".
وتواجه الهيئة مشكلة في صعوبة الاعتراف الرسمي بها من قبل الدول الداعمة للثورة السورية، الأمر الذي يحد من مشاركتها في نشاطات خارج سوريا.
إلا أنّ معرفة الهيئة بالصعوبات وتوّقعهم لها من البداية جعلهم يعتمدون على أنفسهم، مدركين حجم مسؤوليتهم، معللين أنفسهم بالصبر "لنصل جميعاً لمستوى رياضي يليق برياضيينا الأحرار".

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد