النبأ


29 حزيران 2014

"نصف شهرية ، ليست حرفية في عالم الصحافة ، أقلامها ثورية".

بهذه الكلمات يصف فريق عمل صحيفة "النبأ" التي تأسست في ظل الحراك الثوري السوري أنفسهم بلا تبجح ولا ادعاء، فهم يقرون بعدم حرفيتهم المهنية، ويعترفون بغاية مشروعهم الممثلة أساسا بـ "نقل صورة العنف والتوحش الممارس من قبل النظام، نظراً للتضليل الممنهج من قنوات النظام الإعلامية، وهروب ذوي الاختصاص من الصحفيين من واجبهم تجاه مهنتهم ووطنهم"، وفق ما يقول أحد مؤسسي الصحيفة لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untld".

الصحيفة التي تأسست على يد مجموعة من الشباب الثوري بعد لقاءات واجتماعات عدة تصدر وتوزع مجانا فيما يسمونه "المناطق المحررة"، أي "ريفي حلب الغربي والإدلبي الشمالي" داعية إلى "متابعة الجهاد والنضال بكل أشكاله وتطمح إلى نشر ثقافة الحوار والابتعاد عن التزمت، وتنشر فكرة قبول الرأي والرأي الآخر، و النقد البناء للبناء بعيداً عن الشخصنة والتجريح".

لا يعتمد مضمون الصحيفة على التقارير الميدانية والإخبارية التي تملأ وسائل الإعلام الأخرى، بل يركزون على الجانب المدني بعيدا عن العسكرة ومشاكلها، دون أن يخلو الأمر من "الإشارة إلى بعض سلبياتهم بطريقة موضوعية ناقدة، وأحيانا ساخرة"، وهدفهم في ذلك هو  "الإشارة إلى الخطأ والابتعاد عنه قدر المستطاع".

على عكس الكثير من وسائل الإعلام البديل التي نشأت في سوريا بعد الثورة، سواء تلك التي قبلت تمويلا أو تلك التي ترفضه، فإن "البناء" لا تخفي سعيها للحصول على تمويل، ولا تخفي تواصلها مع جهات سياسية بغية الحصول على هذا التمويل، مثل المجلس الوطني السوري والائتلاف الوطني، إلا أنها لم تتمكن من الحصول عليه، حتى عندما تواصلت مع مؤسسة "سمارت" التي تدعم الإعلام الحر والمستقل في سوريا، إذ "لم نلق أي استجابة منها. حاولنا ثانية أن يقدموا لنا بعض الملاحظات حول المواد المنشورة والمساعدة في الإخراج أو الطباعة، حيث ألحيّنا بالطلب باعتبارهم يقومون بطباعة العديد من الصحف المحلية والبديلة كعنب بلدي والمسار الحر وزيتونة و سوريتنا وأكسجين وغيرهم الكثير لكن دون جدوى، وهذا ما هو محير لأن الثورة واحدة في سورية كلها".

الصفحة الأولى من العدد الخامس لمجلة النبأ. المصدر: الصفحة الرسمية للصحيفة على الفيسبوك
الصفحة الأولى من العدد الخامس لمجلة النبأ. المصدر: الصفحة الرسمية للصحيفة على الفيسبوك

لكن هذا التجاهل من قبل سمارت وغيرها لهم، لم يدفعهم إلى اليأس والإحباط الذي كانوا وقعوا فيه وتركوا العمل لولا إيمانهم بما يفعلون وبأهداف الثورة، مصرين على إصدارها عبر توفير ما يمكن توفيره من جيوبهم الشخصية، علما أن "الغالب فينا هم موظفون وقد قطع راتبهم ومع ذلك مستمرون في إصدارها".

في تقييم فريق "البناء" للإعلام البديل في سوريا، ومنها صحيفتهم، يعتقدون أن أهم ما حصل هو أن عبارة "كلام جرايد" التي كانت تقال للتهكم من الإعلام الرسمي لم تعد تحصل الآن بالنسبة لإعلام الثورة، أو هي في طريق الكسر لأن معالجتهم "للسلبيات بطريقة نقدية بعيدة عن التجريح والتشهير بدأت تأخذ عند القراء موقعا"، متوقعين "أن تنفتح الآفاق في سورية الجديدة ويكون سوق الكلمة الحرة رائجاً بين ثنايا صفحات جرائدها ومجلاتها".

عدم قدرتهم على الحصول على تمويل حتى الآن، لم يمنعهم من الحلم بما هو أبعد مما بين أيديهم، حيث يحلم الفريق بتأسيس إذاعة، وأيضا "محطة فضائية مناطقية بالتعاون والتنسيق مع فريق متخصص في مجال الإعلام لكون البيئة صالحة ومناسبة لهكذا مشاريع لو هناك ممول لتغطية الكلفة والنفقات"، الأمر الذي يضعنا أمام طاقات سورية مستعدة للعمل والبناء والمساهمة في صناعة سوريا الجديدة، من خلال سعيهم لاستقطاب "كتّاب وكادر مهني وفني لترتقي لمصاف الجرائد الكبيرة ذائعة الصيت وسنعمل على ذلك لأنها الجريدة الوحيدة في ريف حلب الغربي".

 

 

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد