إذاعة شرق المتوسط


19 شباط 2014

كما ترتسم الابتسامة على شفاه الأم لحظة سماع صوت وليدها الهابط من رحمها رغم آلام المخاض، هكذا ارتسمت الابتسامة على شفاه فريق "إذاعة صوت المتوسط" عند " بث أول فترة إذاعية .. حيث غمرنا إحساس مليء بالتفاؤل بأن مشروعنا قد رأى النور"، لتتلوه دفقة فرح أخرى عند بدء البث على موجات الإف إم في الشمال السوري". كما يقول أحد مؤسسي الإذاعة لموقعنا "سيريا أنتولد syriauntold".

الفرح لم يكن عبثا رغم كل آلام السوريين، لأن الفكرة موجودة في أذهان منفذيها منذ فترة ما قبل الانتفاضة السورية، أي إذاعة " موجهة للناطقين بالعربية في منطقة شرق المتوسط . ولكن لم يتم تفعيلها إلى أن انطلقت الثورة حيث فجرت لدى الجيل الجديد من الشباب والفتيات الكثير من الطاقة، والكثير من الرغبة في التعبير عن أنفسهم وأفكارهم"، لتبدأ بعدها عملية الإعداد الجدي، ففي "البداية كان العدد محدوداً وعن طريق المعرفة الشخصية، ثم تطوّر الأمر وتمّ التواصل مع المهتمين والموهوبين الراغبين بالعمل التطوعي في الإذاعة".

الرغبة في التعبير عن الذات سرّعت عملية الإعداد فكانت "إذاعة شرق المتوسط" نافذة لهؤلاء الشباب الذين يقدمون أنفسهم على أنهم "مجموعة من الشباب والفتيات المتطوعين المهتمين بالشأن السوري. لدينا رسالة نوّد أن يسمعها الناس ووجدنا أن الإذاعة فرصة مهمة لإيصال أصواتنا" من خلال برامج الإذاعة ومحتواها الذي يركز على "الأخبار والسياسة والأدب والفن والمجتمع والبيئة بشكل عام  لكن  اهتمامها الحالي منصب على  قضية الشعب السوري".

الرسالة التي يود الشباب إيصالها من خلال إذاعتهم اليوم تختلف عما كان بأذهانهم سابقا، حيث يتم التركيز حاليا على الحدث السوري، من خلال "رصد احتياجات الناس الاجتماعية والنفسية والأمنية والسياسية  داخل وخارج سورية، ونعمل على توضيحها وتسليط الضوء عليها، بالإضافة إلى استشراف المستقبل والمساهمة في صياغة الوعي السياسي والثقافي والحضاري لسورية دعماً للنهضة والتنمية المدنية والاجتماعية".

لا يركز الفريق اليوم على الأخبار العاجلة أو اليومية، بل يعتمد على التقارير التي يقدمها للإذاعة "مراسلون يزودوننا بتقارير إذاعية منوعة عن مختلف نواحي الحياة".

المذيع حسام طحان مقدم برامج في السياسة في الاستديو. المصدر: الصفحة الرسمية للإذاعة على الفيسبوك
المذيع حسام طحان مقدم برامج في السياسة في الاستديو. المصدر: الصفحة الرسمية للإذاعة على الفيسبوك

أغلب فريق عمل الإذاعة خاض تجربته الأولى في العمل الإذاعي من خلال "شرق المتوسط"، في حين تلقى البعض الآخر "تدريباً صحفياً مبّسطاً أو عملوا كمتعاونين مع بعض الجهات الصحفية". وهذا ما يوّلد مشاكل مهنية أو تأخر بالعمل أحيانا بسبب عدم  وجود "تمويل للإذاعة" إذ  "نعمل بالجهود التطوعية" رغم أن فريق العمل لا يمانع أي تمويل ضمن "الشروط المهنية ورؤيتنا العامة" إلا أن غياب هذا التمويل اليوم يسبب "عدم تفرّغ أعضاء الفريق وارتباطهم بأعمالهم الأصلية التي قد تستغرق جهودهم ووقتهم .. مما يضطرنا في بعض الأحيان إلى إلغاء برامج أو تأجيلها .. أو توقف البعض عن التعاون نتيجة ظروف العمل، وكذلك إيجاد الموهوبين الحقيقيين المستعدين للتعاون التطوعي".

ولكن رغم ذلك تقدّم الإذاعة برامج حيّة وتقارير وحلقات خاصة بها، حيث تستضيف الأخوين ملص ليقدّما حلقات إذاعية خاصة بهم تلامس مواضيعها جراح السوريين، إضافة إلى برامج مثل "تأملات وخواطر" التي يقدمها "مجاهد ديرانية" و"حرية وبس" التي تقدمها "ريتا" و "أشعار وأطيار" و "لم يخذلوك" و "قاموس الثورة" لنبيل شبيب و "المعترضون" و"الكرت الأخير" و"نزهات في رياض الصالحين" و"مسائل اجتماعية" لعابدة العظم و "في السياسة" مع حسام طحان.. و كلها برامج تحاول أن تغطي هموم السوريين وهواجسهم وسعيهم الدؤوب نحو الحرية.

ورغم هذه الظروف الصعبة فإن الفريق يناضل للعمل وإيصال رؤيته، وهو ما يحسب له لنكون أمام شباب آمنوا برسالتهم ويعملون لخلق أي بؤرة ضوء من عدم بدل الركون لليأس المخيّم على الساحات.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد