إذاعة بلدنا


03 كانون الثاني 2014

نشأت فكرة الإذاعة نتيجةً للنقاشات الطويلة التي دارت بين الصحفيين في "رابطة الصحفيين السوريين" في منتصف عام 2012، حيث ركّز أعضاء الرابطة على خلو الساحة السوريّة من وسائل إعلام حياديّة تنقلُ الحدث السوري بعيداً عن الأجندات السياسيّة. علماً أن رابطة الصحافيين السوريين هي مؤسسة ثقافيّة-سياسيّة، تجمَع الإعلاميين السوريين والناشطين الإعلاميين، الذي يعملون داخل سوريا وخارجها، والمعارضين لنظام الحكم في سوريا.

وفي شهر آب من عام 2012، خرج أعضاء الرابطة بـ،"ميثاق سوريا" ركّزوا فيه على فكرة إنشاء إذاعة اسمها "إذاعة بلدنا" تبثُّ عبر شبكة الويب، همّها الأساسي بناء سورية جديدة خالية من كافة أشكال الاستبداد، علماً أنَّ منظمة "ميثاق سوريا" هي منظمة غير حكومية لخدمة المجتمع المدني، فيها تجمع من الشباب السوري المتعلم، من مختلف الخلفيات الثقافية والمناطق السورية، كلّ منهم يحمل خبرة قرّر تقديمها لإفادة نهضة المجتمع السوري، بلا تمييز بين طيف وآخر من أطياف المجتمع السوري.

يأتي فكر وفلسفة كادر إذاعة "بلدنا" من خلفيّات سورية متنوعة، فبينما يقيم أغلب كادر الإذاعة داخل سوريا وفي مناطق متعددة، تتنوع كذلك خلفيات العاملين الإثنية والثقافية، ولكن يجمعهم الطموح للعيش في سوريا جديدة يتمتع فيها المواطن بالكرامة.

وفي حين أنَّ أغلب كادر إذاعة "بلدنا" من النّشطاء الذين يؤيّدون انتفاضة الشعب السوري على الاستبداد ويسعون إلى تحقيق الديمقراطية في المجتمع. بالتالي فإن إدارة الإذاعة تتقبل مشاركة أطراف مختلفة ممن يعارضون الانتفاضة ويؤيّدون أحياناً نظام الحكم السوري. وهذه مساعي " إذاعة بلدنا" باستمرار لإيجاد قاعدة للحوار الوطني في سوريا، من خلال إتاحة الفرصة للصوت الآخر للظهور،  والحديث عن أفكاره والدفاع عنها، في برامج الإذاعة الحوارية السياسية والاجتماعية.

يعمل في كادر إذاعة "بلدنا" اليوم حوالي 30 ناشطاً أعمارهم ما بين 19 و35 عاماً، 65% منهم نساء، يقيم 70% من كادر الإذاعة داخل سوريا بينما يتوزع الباقي حول العالم، المقر الحالي لـ "إذاعة بلدنا" هو في "عمان" في الأردن كون أغلب الفريق التقني والإداري يقيم في الأردن.

يقدم فريق إذاعة "بلدنا" اليوم 28 برنامجاً متنوعاً، منها اليومي ومنها الأسبوعي، يتنوع محتواها ما بين: برامج مباشرة لنقل صوت وقصص نجاح النشطاء المدنيين في سوريا إلى بقية السوريين، قصص إنسانية من واقع الحياة اليومية السورية.  برامج تعليمية تسعى لنشر وعي اجتماعي يخص المجتمع المدني والعمل التطوعي وأخلاق الثورة. مقابلات مطولة تفتح الباب للشخصيات السورية كي تتحدث دون سقف. تقارير عن نشاطات التجمعات النسائية في سوريا. تقارير عن النشاطات الطلابية في سوريا. برامج الدعم النفسي لما بعد الأزمات.

صورة تظهر كادر اذاعة بلدنا في الكواليس، المصدر موقع دوتشي فيلي الألماني
صورة تظهر كادر اذاعة بلدنا في الكواليس، المصدر موقع دوتشي فيلي الألماني

وحول الطريقة التي يقومون فيها باختيار الأخبار والبرامج يقول أحد الناشطين في الإذاعة لموقعنا سيريا أنتولد Syrian untold :" تطمح أسرة إذاعة بلدنا إلى بناء جسر ما بين السوريين في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى مد الجسور المباشرة ما بين المثقفين السوريين ونشطاء الثورة والسياسيين السوريين، كما تسعى إلى نشر الوعي الثقافي في المجتمع السوري خصوصاً في النواحي السياسية والمدنية، إضافة إلى إبراز الدور النسائي في المجتمع السوري وتغطيته إعلامياً، وكذلك النشاط الطلابي. كما تهتم إذاعة بلدنا بنشر الوعي الطبي ودعم نفسية المجتمع السوري والمساعدة على تجاوز آثار الحرب.

يعمل كادر إذاعة "بلدنا" على الإنتاج والتحرير باستخدام أدوات الإعلام الحديث new-media، فإضافة إلى الامتيازات التي يقدمها الإنترنت، يستخدم كادر الإذاعة المسجلات الصحفية البسيطة لتسجيل المواد و"أحياناً نستخدم برنامج سكايب لتسجيل الحوارات واللقاءات، كما نستخدم أجهزة الكمبيوتر الشخصية لتحرير وميكساج مواد البرامج قبل رفعها إلى مخدم البث، وككادر الإنتاج في الإذاعة، نتقاسم البرامج مشكلين فرق عمل ينفرد كل فريق منها بإنتاج برنامج واحد في موضوع مستقل ومختلف عن بقية برامج الإذاعة،  ويتشارك أعضاء الفريق الأفكار لكتابة مادة البرنامج وتحريرها وإخراجها، رغم وجود تخصصات نعتمدها في توزيع المهام ضمن الفريق الواحد، كالمؤلف والمحرر والمخرج والميكسر، كما يحمل بعض أفراد كادر الإذاعة مهاماً إدارية إلى جانب عملهم في برامجهم الخاصة، حيث نعتمد في إذاعة "بلدنا" على مدير عام ومدير إنتاج ومدير برامج ومدير بث، لا تتدخل إدارة الإذاعة في محتوى البرامج التي تنتجها فرق العمل، إلا فيما يتعلق بالسياسة العامة للإذاعة، حيث نلتزم الامتناع عن إنتاج إعلام الكراهية، ونحفز إيجابية التعامل مع الظروف الحالية الصعبة التي يعانيها السوري في كل مكان، سواء داخل سوريا او خارجها".

استفاد أفراد من فريق "بلدنا" من ورش عمل تدريبية أقيمت في عدة دول من العالم، حيث تمكنّوا من الاستفادة من كراسٍ قليلة مُنحِت لهم بتبرع من منظمات رأت أهمية وفائدة برامجهم. قلة قليلة من فريق إذاعة بلدنا اتكأ على خبرة مسبّقة بالعمل الإعلامي، بينما أتى الأغلبية من خلفيات ثقافية متعددة لم يكون فيها أي نشاط إعلامي مسبق، فالغالبية كانوا طلاب جامعات. اليوم نمت خبرات فريق "بلدنا" من خلال العمل في الإذاعة طيلة عام ونيف، وما زالوا يطمحون للحصول على المزيد من التدريب لكامل فريق الإذاعة.

تطمح إذاعة "بلدنا" إلى ترقية نوعية المعلومات والبرامج المذاعة كي ينتقل راديو "بلدنا" من إذاعة ناشطين إلى مؤسسة إعلامية مهيئة خلال سنتين قادمتين، ولكي يحدث ذلك فإن كادر إذاعة "بلدنا" وجميع العاملين فيها ومعها داخل وخارج سوريا بحاجة إلى تدريب مستمرّ لتطوير مهاراتهم في الصحافة والصحافة الإذاعية وفن المقابلات الصحفية والنيوميديا والفوتوغرافي وجرافك الصحافة، إضافةً إلى تطوير مهارات فريق التحرير والإدارة في تصميم البرامج وإنتاج البرامج وتحرير البرامج.

لم تتلق إذاعة "بلدنا" حتى اليوم أي دعم مالي متكامل، "رغم أننا تلقينا عدة عروض من أطراف أرادت احتكار صوت الإذاعة إلى طرف سياسي سوري محدد، أو شراءها مع السيطرة على محتوى برامجها، رغم تلك العروض فضلنا في إذاعة "بلدنا"، تمويلها من جيوبنا كنشطاء وأعضاء فريق واحد، على الرغم من ضعف قدراتنا المالية، على أن ننحاز إلى فكر سياسي واحد يغير من فلسفة الإذاعة ومهنيتها، مؤخراً ومنذ أيلول 2013 نالت إذاعة بلدنا دعماً من  منظمة MICT الغير ربحية، لإنتاج برنامج مباشر من استديوهات MICT في برلين".

 أبرز الصعوبات التي يواجهها فريق إذاعة "بلدنا" هي تواجد الفريق الأساسي في عدّة دول حول العالم ومنها سوريا، إضافة إلى الظروف الأمنية الخطرة، حيث يعاني فريق الإذاعة من تبعات الوضع الأمني في سوريا. "أما أكثر لحظاتنا فرحاً كانت لحظة انطلاق بث إذاعة بلدنا الساعة السادسة من يوم 6 تشرين الأول 2012.".

إذاعة "بلدنا" تجسيد للحلم السوري الكبير، سوريا مدنية ديمقراطية تعددية، ذات إعلام نزيه ومستقل، خالية من الاستبداد بكافة أشكاله.

 

 

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد