مركز المجتمع المدني والديمقراطية في سوريا


19 آب 2013

نقاشاتٌ دارَت بين مجموعة من الأصدقاء أدركوا من خلالها إلحاح الحاجَّة الماسة إلى مُنظَّمَاتٍ تعمَلُ على النهوضِ بأعبَاء المُجَتمع بهدَفِ تقويته وترسيخ قيم الديمقراطية فيه، والعملُ على الدفاع عن حقوق المواطنين أفرادا وجماعات.

في البداية كانوا أربعة أشخاص أحدهم في أمريكا والآخر في إسطنبول واثنين في داخل سوريا، وكانَ التواصل بين المؤسَّسين يتمُّ عن طريق شبكة الانترنت وبعد نقاشات طويلة توصلت المجموعة إلى فكرة بناء منظمة سورية وفق المعايير المدنية الحديثة، أطلقوا عليها اسم"مركز المجتمع المدني والديمقراطية في سورياCCSDS "، حيث تم إطلاق المركز في 1\12\2012.

وبسبب صعوبة التواصل مع الناشطين داخل سوريا، فإنَّ النشاط بين أعضاء المركز كان مقتصراً في البداية على شبكة الانترنت، وتمَّ نقل النشاط من الحيِّز الافتراضي إلى أرض الواقع، من خلال برنامج "خلينا نناقش"، وهو برنامج يعتمد على حلقات نقاش مفتوحة عن استراتيجيَّات المقاومة المدنيَّة وعن المصالحة المجتمعيَّة، وقد تمَّ تنفيذ المشروع في ثلاث مناطق رئيسيَّة في سوريا هي ريف دمشق ودمشق و القامشلي، وقد استطاع الناشطون في المركز استهداف أكثر من 160 ناشط وناشطة في ثلاثة محافظات مختلفة، وقتها بدأت فكرة المركز بالتبلور، واقتربت اللحظات التأسيسيَّة.

وحول أوّل النشاطات التي قام بها المركز يقول لموقعنا سيريا أنتولد Syrianuntold الناشط "ريناس سينو" وهو المدير التنفيذي للمركز:" في البداية كان نشاطنا مقتصر على الانترنت، قمنا بإجراء ورشات عن طريق السكايب، حيث كان يحضر هذه الجلسات بحدود 15 ناشط وناشطة، وقد اقتصرت هذه الجلسات على تنمية القدرات، وأيضا على المقاومة المدنية وأمور أخرى مرتبطة بالتربية المدنيَّة والتّوعية بالديمقراطيَّة".

ومنذُ إطلاق المركز فإن المقيمين على إدارته أطلقوا الكثير من النشاطات والبرامج، مثل برنامج "نساء من أجل مستقبل سوريا"، وأيضا برنامج "الإعلام المدني" وبرنامج "العدالة الانتقالية"، وبرنامج الشفافية إضافة إلى حملتي "أنا هي" وحملة من "نوروز إلى أكيتو".

وحول التواصل مع منظمات ومؤسسات مدنيَّة أخرى يقول مدير المركز:"نحن لدينا استراتيجيَّة واضحة ورؤية واضحة بهذا الخصوص، حيث نحن نرى أنه من الصعب جدا أن تستطيع منظمة بمفردها من تقوية المجتمع المدني وترسيخ الديمقراطية، فنحن ندرك تماما بأننا بحاجة إلى عدد كبير من المنظمات، حتى نستطيع تغطية ما ترتب عن سنوات الدكتاتورية، و ما نتج عن الحرب الدائرة حاليا لذلك عملنا على التشبيك بين المنظمات المحلية والمنظمات الدولية، بهدف الاستفادة من خبرات هذه المنظمات وكنوع من الدعم للمنظمات المحليَّة حتى تتطوَّر، كما قمنا بتقديم الاستشارات والنصائح إلى الكثير من المنظمات فيما يتعلق بالإدارة وقدمنا الكثير من التسهيلات اللوجستية".

 أهم العوائق التي تواجه المركز، فهي نفس العوائق التي تواجه مختلف التنظيمات المدنيَّة في سوريا، والمتمثِّلة بازدياد التطرّف والتعصُّب والطائفيَّة والتسلُّح، وقلّة الموارد المالية، بالإضافة إلى عدم وجود حاضنة اجتماعية للأفكار المدنية في الكثير من المحافظات السورية، وخصوصاً بعد ازدياد وتيرة الخطاب الطائفي.

وحول أصعب اللحظات التي مرت خلال عمل المجموعة يكمل مدير المركز :"اللحظات الصعبة كثيرة، ولكن أعتقد أن أكثر اللحظات حزنا، كانت لحظة وصول خبر استشهاد جمال ملص وهو كان أحد المتدربين في ورشات الإعلام المدني" .

لا يعتبر الناشطون في مركز المجتمع المدني والديمقراطية في سوريا أنفسهم مرتبطين بالحالة السورية الثورية، ولا يربطون بين نشوء المركز وانطلاق الثورة السورية، بل يؤكدون على رغبتهم في بناء مجتمع مدني ديمقراطية تسوده العدالة والحرية لكل السوريين.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد