راديو سوريالي


10 كانون الثاني 2013

"احنا صبايا و شباب سوريين ملوّنين، هدفنا الوحيد إنو يوصل صوت السوريين لكل السوريين. بس ع فكرة …مو مهم "مين نحنا"، المهم هو "مين إنتوا"، لأنو ببساطة نحنا منكم، و وجودنا هون مؤقت ليبدأ المشروع و يصير هاد المكان ملك للكل …الهدف هو خلق مساحة حرة، الكل بيقدر يحكي فيها براحته، مساحة نحكي فيها و كمان نسمع و نتعلم منها، مع إحترام الكل رغم اختلاف وجهات النظر".

 بهذه الفقرة الفانية للذات المتفانية في الآخر/ الجمهور/ الشعب، قدم فريق راديو "سوريالي Souriali" نفسه للمستمعين، ساعيا لخلق مساحة سورية للتواصل حول الانتفاضة السورية وشؤونها الكثيرة بدءا من لحظتها وليس انتهاءا بسوريا المستقبل، محاولا بنفس الوقت خلق فضاءات إعلامية تكسر الاحتكار الرسمي للإعلام، عبر خلق فضاء إعلامي جديد يتماهى مع الانتفاضة التي جددت حياة السوريين.

الراديو الذي انطلق في تشرين الأول/ اكتوبر 2012 يبث عبر الانترنت بانتظار الوصول إلى سوريا الديمقراطية ليتمكن من البث بشكل مباشر كأي راديو آخر عبر الأقمار الصناعية، وكأن في فكرة البث افتراضيا عبر الأنترنت تأكيد على  لا مشروعية النظام الذي بلغت دكتاتوريته حد منع الشباب السوري من إطلاق مشاريعه عبر الفضاء الحر، فتحايلوا على الدكتاتورية بإطلاقه افتراضيا منتظرين لحظة انهيار الدكتاتورية، ومساهمين بنفس الوقت في عملية انهيارها من خلال ما يقدمونه من لقاءات وبرامج وحوارات، ساعين للانتقال من اللحظة التي كان فيها النظام يجبرهم على الكلام عبر ""وشوشة" و همس، و أحياناً نفهم على بعض من دون ما نحكي لأنو ما نسترجي" إلى اللحظة  التي نحكي فيها "عن أملنا و عزمنا و اصرارنا على حب بلدنا، يعني باختصار ... نحكي من سوريا" لكي "نتنفس و نحكي مع بعض، و نسمع لبعض. بس خلينا نكون محضر خير و أمل ، حتى "نصير يوماً ما نريد"".

اسم الراديو جاء نحتا لغويا من عبارتي "السوريالية" التي تشير إلى حالة الفوضى التي تحياها سوريا حاليا، و"سوريا لي"، في محاولة للمساهمة في تقديم مادة تساعد السوريين على الانتقال باتجاه الديمقراطية والحرية المسؤولة التي أرادوها بعيدا عن الفوضى التي يريد النظام إغراقهم فيها، عبر التأكيد على أن "سوريا لي" أي للشباب السوري بكافة أطيافه، وهو ما عبرت عنه مديرة المشروع كارولين أيوب بالقول لمحطة العربية: "يجب علينا أن نركز مجهودنا وقدراتنا على الأمور الجامعة، وليس على ما يفرقنا، فحلمنا بسوريا المستقبل واحد".

 ومؤسسي المشروع هم مجموعة من الشباب المتعددي الآراء السياسية، المتوحدين حول سوريا حرة تحقق الكرامة والحرية والعدالة لجميع مواطنيها.

يوّجه راديو "سوريالي Souriali" خطابه للسوريين الواقعة أعمارهم بين 18 و 40 سنة، محددا هوية مستمعيه بالشباب، وواضعا ثقته بإمكانية قدرتهم على بناء سوريا، ساعيا معهم لتقديم ما يساعدهم ويعينهم في عملية البناء تلك، عبر تسليط الضوء على ما يجمع السوريين ومعالجة ما يفرقهم، عبر التأكيد على المواطنة والدولة المدنية لمحاربة الانقسام الذي يحاول النظام وبعض القوى الدولية تغذيته في سوريا، بهدف خلق هوّية سورية يتوّحد حولها السوريون لبناء الغد من خلال برامج ترفيهية وحوارية معرفية، تتوازى مع ما يحصل على الأرض بلغة نقدية تساهم في رفع مستوى الوعي عند الشباب.

ويقدم الراديو عددا من البرامج التي تغطي كافة هموم السوريين دون أية خطوط حمر سوى الطائفية، مثل "سوء تقدير" وفنات" و"حكواتي سوريا"، عدا عن التغطيات الخاصة.

كما يستهدف الراديو في خطابه الشريحة الصامتة من السوريين دون أن يتخلى عن الفئات الأخرى من خلال خطاب إعلامي متزن لا يخفي انحيازه للانتفاضة، ساعيا لبناء جسور تواصل بين السوريين عبر التأكيد على حق كل الآراء بالتعبير عن نفسها وإيجاد مساحة مخصصة لها، مستندة إلى مشروعية تعدد الثقافات السورية التي تعني آراءا مختلفة، وهو ما يحاول الراديو تثبيته من خلال البرامج الحوارية التي يقدمها، ليؤكد أهمية الحوار للوصول إلى نتائج إيجابية بعيدا عن لغة العنف والإقصاء والطائفية التي يرفضها الراديو الذي يمكن متابعة بثه المباشر عبر الإنترنت، كما أن موقعه الإلكتروني يتيح لمتصفحه الاطلاع والاستماع لحلقات سبق بثها.

راديو "سوريالي Souriali" محاولة إعلامية جدية لخلق فضاء إعلامي حر، وتأسيس مجتمع مدني حي يكون قادرا على النهوض بمسؤوليته في بناء الدولة المدنية ومراقبتها في آن. مشروع حر يبنى بسواعد سوريين أحرار على أمل أن يتمكنوا من نقله من الفضاء الافتراضي إلى الفضاء الحر، تزامنا من ولادة دولتهم المدنية التي يهدفون.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد