لأن أطفال سوريا يعيشون اليوم بين "الصدمات والعزلة والمعاناة"، وكي لا يأتي يوم ويخسر السوريون " جيل الحرية والسلام" أطلقت "شبكة حراس" العاملة لأجل حماية ورعاية الطفولة، فعالية "الأغاني البديلة" الموجهة للأطفال، كجرس إنذار من جهة، وتنبيه لكل العاملين في مجال الطفولة للانتباه لهذا الأمر من جهة ثانية، مذكرة الجميع بأن "أطفالنا اليوم نسوا ماهي الطفولة ومفرداتها, باتوا لا يتذكرون إلا ليالي الحرب ولا يقلدون إلا أصواتها وألعابهم باتت بين اشتباكاتٍ وتشيع صديقهم الشهيد"، داعية الجميع لتحمل "مسؤوليتنا اتجاههم إعادة حقوقهم المسلوبة، وتذكيرهم بأغاني الطفولة وألعابها المرحة"، ومن جهة ثانية جاءت الفعالية كمبادرة أولى لأجل الطفولة، و خطوة في طريق الفعل الحقيقي، فيما يمكن تقديمه للأطفال السوريين، بدلا من الندم فيما بعد، على آمل أن تفتح "آفاق جديدة أمام رعاة الطفولة".

الفعالية بدأت من خلال الإعلان عن مسابقة تدعو "الشعراء وكتّاب الأغاني والهواة إلى المشاركة في عمل فني مميز خاص بالأطفال, وهو أناشيد للأطفال بمعانٍ هادفة جميلة"، وذلك بهدف ترسيخ "قيم نبيلة في حياة الأطفال ومستقبلهم" كما يقول أحد أفراد شبكة حراس لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold"، إذ كان شرط المسابقة أن "تحاكي الأنشودة إحدى هذه القيم: العلم, المحبة, السلام, الصدق, الأصدقاء, الأمل والتفاؤل, النجاح بعد الجد والعمل, المساواة, الصحة والأمان, الحرية, التعاون, المبادرة, الصبر والتسامح".

تلقى القائمون على الفعالية عدد كبير من المشاركات حتى تاريخ 30\ كانون الثاني \ 2014 ، حيث تم اختيار 14 أنشودة فائزة، سنعمل على توفيرها عبر الموقع حين تصبح جاهزة، حيث اتفقت "حراس" مع الفنان "وصفي المعصراني" ليقوم بتلحينها وغنائها، بالمشاركة مع عدد من الأطفال الموهوبين، لنكون أمام فعالية لا تكتفي بتقديم شيء للأطفال فقط، بل تعمل على إشراكهم ودمجهم في العمل، علّهم ينسوا ما يحصل حولهم من دمار وتشرد وغياب لأبسط عناصر الطفولة وحقها في الأمان.

فعالية "الأغاني البديلة" تأتي لتؤكد أن انخراط السوريين في تهديم أسس الاستبداد، لا تجعلهم يغفون عن الآثار الجانبية التي يولّدها هذا الفعل من دمار وتشرد للطفولة، فيأتي فعلهم هذا ليكون يد البناء مقابل يد التدمير التي يقدمها الاستبداد من جهة، وصرخة بنفس الوقت لعدم ترك "جيل الحرية" وأطفالها في عراء المنافي وتقديم ما يمكن تقديمه لهم.