يوم الغضب لأجل حلب


02 أيار 2016

مع أن الحراك الإعلاميَّ العالميَّ لم يرتقِ إلى مستوى فجيعة حلب، إلا أن المظاهرات عمَّت عدة مدنٍ سورية منددة بالقصف وخرق الهدنة، كما انطلقت احتجاجات في عدة مدن عبر العالم، إضافة إلى الفعاليات الإلكترونية.

فعاليات في الداخل السورية

في درعا البلد/ محافظة درعا، خرجت مظاهرات دعا إليها مركز الدفاع المدني إثر استهداف مقراته في حلب، إضافة إلى مظاهرات نظمها ناشطون في مدينة الحراك، وذلك في جمعة الغضب لأجل حلب، 29/04/2016، والتي تظاهر أثناءها عشرات المدنيين في مدينة "طفس"، نادوا خلالها بإسقاط النظام، كما خرجت مظاهرة من "المسجد العُمري" حاملة أعلام الثورة. وقد رافقت هذه المظاهرات شعارات نددت باقتتال الفصائل العسكرية المعارِضة، داعية إلى الابتعاد عن الخلافات الداخلية والالتفات إلى المعركة مع النظام، فقد رُفِع شعار "حتى النخوة في حوران صارت بأمر الموك"، و الموك غرفة عمليات مقرها العاصمة عمَّان، تمول بعض الفصائل العسكرية المعارضة في الجنوب السوري وتشرف على عملياتها، وتديرها المخابرات الأميركية والأردنية، ويتهمها بعض النشطاء السوريين بأنها تتحكم بالمعارك وفق أهداف لا تخدم الثورة السورية.

إحدى اللافتات في مظاهرات درعا لأجل حلب، المصدر: موقع بلدي نيوز.
إحدى اللافتات في مظاهرات درعا لأجل حلب، المصدر: موقع بلدي نيوز.

وفي دمشق، قام مجموعة من النشطاء بإلقاء منشورات تضامنية مع حلب، حملت عبارة "أنقذوا حلب"، وكلمة "حلب"، وقد شملت أحياء المهاجرين والصالحية والشعلان والجسر الأبيض والطلياني، وهي أحياء تعيش ضمن القبضة الأمنية الشديدة للنظام، أما في حي القابون، فقد انطلقت مظاهرة طالبت بتوحد فصائل الجيش الحر للدفاع عن حلب، كما خرجت مظاهرة ضمت حوالي مئة شخص في بلدة عربين الواقعة في الريف الدمشقي.

في معرة النعمان/إدلب، نُظمت مظاهرة ضمت العشرات من أبناء المدينة الذين طالبوا بإنقاذ حلب، كما نددوا بجرائم "جبهة النصرة" الإرهابية في إدلب، رافعين لافتة "ما دخلت النصرة قرية إلا أفسدتْها".

https://www.youtube.com/watch?v=cgLvrJI0HS4

مظاهرات خارج سوريا

أطلق ناشطون سوريون على يوم السبت 30 نيسان 2016 اسم "يوم الغضب"، داعين إلى مظاهرات حول العالم من أجل حلب التي تتعرض لعملية إبادة ممنهجة منذ 20 نيسان 2016، عندما أعلن النظام عن معركة استعادة حلب، وقد طالب الناشطون المتظاهرين بارتداء الملابس ذات اللون الأحمر دلالة على لون الدم، وكان أكثر هذه المظاهرات تفاعلاً من حيث العدد في العاصمة التونسية، فقد تجمع المئات حاملين العلَم التونسي وعلم الثورة السورية، تلتها مظاهرة في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا في القاهرة، نظمها عشرات من الطلبة، رافعين لافتة "اليوم ألوف تستصرخ نخوة عربٍ، وا أسفاه".

مظاهرة جامعة مصر لأجل حلب، المصدر: جريدة اليوم الجديد.
مظاهرة جامعة مصر لأجل حلب، المصدر: جريدة اليوم الجديد.

أما في بيروت فقد نُظمت مظاهرة في "حديقة سمير قصير" ضمت حوالي خمسين شخصاً، ورُفعت فيها لافتات داعية لإيقاف الحرب وحماية حلب، ومنها "حلب الشهباء أصبحت حلب الشهداء"، وفي فلسطين، شمال قطاع غزة، نُظمت وقفة احتجاجية بمخيم "جباليا"، رُفعت فيها لافتة "غزة سوريا، إيد وحدة".

مظاهرة مخيم جباليا، غزة، من أجل حلب، المصدر: جريدة الوطن الإلكترونية.
مظاهرة مخيم جباليا، غزة، من أجل حلب، المصدر: جريدة الوطن الإلكترونية.

مدينة "فرانكفورت" الألمانية شهدت مظاهرة تعدادها 350 متظاهراً من اللاجئين السوريين، رددوا خلالها أغاني الثورة السورية، وفي باريس، اعتصم العشرات أمام سفارة النظام، حيث رشقوا واجهة السفارة بالطلاء الأحمر، وفي لندن نُظمت مظاهرة حملت شعارات "أنقذوا حلب" و"سوريا تحترق" باللغة الانكليزية.

سفارة النظام في باريس وعليها الطلاء الأحمر، المصدر: صورة عامة.
سفارة النظام في باريس وعليها الطلاء الأحمر، المصدر: صورة عامة.

تزامنت هذه المظاهرات مع نشاط على وسائل التواصل، حيث استبدل عدد كبير من النشطاء صورهم الشخصية في فيسبوك باللون الأحمر، وعلى تويتر، تجاوز هاشتاغ حلب تحترق 700 ألف تغريدة، حائزاً على المرتبة الأولى عالمياً من حيث عدد التغريدات، وذلك في 29/04/2016.

يُذكر أن حملة القصف الأعنف على حلب قد بدأت بإسقاط صاروخ فوق مشفى القدس الواقع في حي السكري، وذلك في 27/04/2016، وهو المشفى الوحيد المتبقي في الأحياء التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وتديره منظمة أطباء بلا حدود، وقد خلف القصف ثلاثين ضحية معظمهم من الأطفال والنساء، واستمرت الحملة بقصف تجمعات سكنية، ومواقع تحوي مواداً غذائية و دوائية، وذلك في أحياء صلاح الدين وبستان القصر وباب الحديد وباب النيرب والراشدين والحيدرية والمرجة والحرابلة، إضافة إلى القرى الواقعة في الريف الجنوبي، ليصبح عدد الضحايا 235، والجرحى 1500، علماً أن مجمل الضحايا في شهر نيسان قد بلغ 347 حسب المعهد السوري للعدالة، في حين بلغ عدد الصواريخ 709 صاروخاً أطلِقَ من الطيران الحربي، و207 برميلاً متفجراً أسقطتها الطائرات المروحية التابعة لنظام الأسد.

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد