هل تحمل الموسيقى السلام لسورية؟


16 نيسان 2016

"نأمل من المهرجان أن يساهم في إعادة الأمل للسوريين ويبعث برسالة واضحة للمجتمع الدولي كي يسهم بوقف الحرب".

هذا ما يأمله الموسيقي "هانيبال سعد" من مهرجان "أسبوع عالمي لأجل سورية" الذي تستضيفه بيروت للمرة الثانية على التوالي، مع فارق أنه هذه المرة تحول إلى إسبوع عالمي، إذ ستقام الفعاليات في 13 دولة و35 مدينة عبر العالم (هولندا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، فرنسا، النمسا، اسبانيا، المانيا، الدانمارك، وكندا..)، إضافة لبيروت التي سيكون لها نصيب كبير من الفعاليات التي تشمل عروضا موسيقية مشتركة وورشات تدريبية ومؤتمرات وعروض ومبادرات موسيقية واقعية وافتراضية ( يمكن التفاعل معها عبر هذا الهاشتاغ #4syria)، بمشاركة مئات الموسيقيين والباحثين والفاعلين الثقافيين من هولندا، ألمانيا، النروج، فرنسا، سويسرا، إيطاليا، كندا، لبنان وسورية، ساعين لوضع براعتهم وفعاليتهم لدعم الأمل بمستقبل إيجابي لسورية، ما يعكس إصرارا عنيدا لدى "سعد" وفريقه على عدم الاستسلام ومحاربة الحرب بالموسيقى، علما أن المهرجان يبدأ فعالياته في السابع عشر من نيسان عبر ثلاث حفلات تقام على التوازي في كل من بيروت (ميترو المدينة) ونيويورك (ناشيونال سوداست) وبرلين (نادي الحمراء)، في حين أن الافتتاح الرسمي سيكون في قصر اليونيسكو في بيروت 18 نيسان/أبريل، ويستمر المهرجان حتى الأول من شهر أيار.

الفنان خالد عمران خلال أحد ورشات الموسيقى مع الأطفال. المصدر: الصفحة الرسمية للمهرجان على الفيسبوك
الفنان خالد عمران خلال أحد ورشات الموسيقى مع الأطفال. المصدر: الصفحة الرسمية للمهرجان على الفيسبوك

الحرب التي "فرقتنا وقسمتنا" دفعت هانيبال لأن لا يتعامل "مع الأمور باستسهال، وأن أعمل بشكل إيجابي وفعال لخدمة بلدي"، وهي الخدمة التي يرى هانيبال أن الموسيقى قادرة على القيام وبها وحملها، لذا جند قواه على مدار العام لإقامة ما يسميه "المعجزة"، إذ يقول لحكاية ما انحكت أن "إقامة أسبوع كهذا يشبه المعجزة بحد ذاته. من المهم أن نتذوق نشوة هذه اللحظات الجميلة من حياتنا".

المهرجان الذي تنظمه مؤسسة "ميوزك أند بيوند" للمرة الثانية على التوالي، سيقدم هذا العام عددا من الأنشطة المميزة مثل مشاريع تعاون بين موسيقيين محليين وعالميين، وأمسيات ارتجالية منظمة وورشات عمل فنية ومحاضرات من مختصين في مجال العلوم الموسيقية القديمة والآثارية، والموسيقى الشرقية.

كما يقدم المهرجان عروضا عالمية مميزة، لموسيقيين ومغنين عرفوا بشهرة واسعة، مثل عازف الغيتار النرويجي والمختص بالموسيقى الالكترونية، ايفيند آرسيت، والسويسرية التيبيتية، عائشة ديفي، والفنان الهولندي الذي يعمل على الصوت والصورة، مارسيل وايركس، وعازف الهردي-غردي، فالانتاين كلاستييه، وكورال الفيحاء الحائز على جوائز عالمية وعربية.

فريق عمل المهرجان خلال أحد الورشات. المصدر: الصفحة الرسمية للمهرجان على الفيسبوك
فريق عمل المهرجان خلال أحد الورشات. المصدر: الصفحة الرسمية للمهرجان على الفيسبوك

الموسيقى المحلية ستكون حاضرة، عبر المنشد السوري دياب سكري، ومغني الراب السوري المعروف سيد درويش، ومغني الراب اللبناني معروف الراس، إضافة إلى فرقة "طنجرة ضغط" السورية.

رغم كل المصاعب والمشاكل الضاغطة على السوريين، لا زال سعد يؤمن بأن الإنسان السوري يحتاج الموسيقى التي قد تكون محفزة للسلام، لأن الموسيقى هي "خليط من تعابيرنا الآنية عن مشاعرنا، عن الحاضر والتي تلخص الكثير من الأشياء التي لا يمكن قياسها. ولكن من الأجمل أن تشارك هذه المشاعر الفردية مع العالم. نريد أن نشارك العالم بأشياء جميلة عن سورية"، كما يقول، ما يعكس إصرارا ثانيا على أن الموسيقى نفسها هي حامل لصوت المعاناة السورية للعالم، لأنها اللغة العالمية الأقدر على حمل الألم والأمل السوريين، عل ضوء السلام يطل على سورية، وإن لم يطل فنعمل على أن يطل، بدلا من السكوت والفرجة.

هذا ما يريده ويسعى له مهرجان "أسبوع عالمي لأجل سورية"، فنأمل أن تكون هذه الموسيقى جسر عبور للسلام السوري.

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد