هذا رأيك.. جدران سراقب تتحدث مرة أخرى


22 كانون الثاني 2016

أطلق "شباب تجمع سراقب" حملة إعلامية بعنوان "هذا رأيك" اتُفق على أن تبدأ في الثاني من الشهر الجاري وتستمر حتى التاسع عشر من شهر شباط/ يناير المقبل. إلا أن الحملة ما أن انطلقت وبدأ الناشطون بالتجاوب معها، وبدأت وسائل إعلام الثورة بتغطية فعالياتها، حتى تم الإعلان عن وقفها بتاريخ 21-1-2016، أي بعد نحو ثلاثة أسابيع على انطلاقتها.

هدفت الحملة التي أطلقها "شباب تجمع سراقب" إلى مواجهة العديد من الشعارات التي انتشرت على جدران المدينة وتسببت بنزاعات حادة بين الناشطين المدنيين من جهة، وبعض الكتائب المسلحة في المدينة من جهة ثانية، شعارات مثل: "اللحية زينة الرجال"، أو شعار: "الديموقراطية كفر"، وغيرها من الشعارات التي لا يرضى بها ولا تعبر عن أفكار ناشطي المدينة، رغم أنه لم تظهر جهة واضحة تبنت كتابة هذه الشعارات.

أحد نشطاء التجمع يرسم على الجدران. المصدر: تجمع شباب سراقب
أحد نشطاء التجمع يرسم على الجدران. المصدر: تجمع شباب سراقب

وبسبب هذه الخلافات والتي خشي الكثيرون من أن تتطور لصدامات بين سكان المدينة، بادر تجمع شباب سراقب، إلى إطلاق الحملة، بهدف فض النزاع، والدعوة من أجل حرية التعبير لجميع الأطراف، وضمان حق الاختلاف، هذا أن "الاختلاف من طبيعة الحياة، وهو سبب تنوعها وغناها، حيث كانت ثورتنا ضد الصوت الواحد والرأي الواحد" بحسب تعبير ناشطي شباب التجمع. في هذا السياق، تمسك الشبان بحق "الآخرين" بكتابة شعاراتهم، وفي الوقت ذاته تمسكوا بحقهم بالتعبير عن مواقفهم، ورفض أي سلطة يمكن أن تقمع حقهم بالتعبير، فأتت حملة  "هذا رأيك"، "لتأكد على حق الجميع بالكلام، ولنتعلم أن نحترم اختلافنا"، فاعتمدت الحملة في سبيل ذلك على كتابة شعارين فقط على جدران المدينة، وهما: سنبقى أوفياء لدماء الشهداء"، وشعار آخر هو: "ثورتنا حرية عدالة كرامة"، وأتى هذين الشعارين في مواجهة مجموعة من الشعارات الأخرى التي انتشرت على الجدران وعلى اللافتات المرورية في مداخل المدينة، ومنها شعار: "الديموقراطية هبل العصر"، أو شعار: "الديموقراطية تعني العلمانية الكافرة".

لوغو تجمع شباب سراقب. المصدر: صفحة التجمع على الفيسبوك
لوغو تجمع شباب سراقب. المصدر: صفحة التجمع على الفيسبوك

 ورغم سلمية الحملة، وميلها الواضح إلى التأكيد على حرية الرأي وحق الجميع بالتعبير، إلا أنهم تعرضوا لحملة شعواء، شنها عليهم ما دعاه شباب التجمع بـ "الأولاد"، دون أن يذكروا جهة محددة لذلك. وبسبب تعرضهم للكثير من المضايقات قرروا وقف الحملة، وبحسب أحد الناشطين في تجمع شباب سراقب، فإن بعض الجهات في المدينة اتهمتهم بأنهم يقبضون الأموال من الخارج، وهي تهمة تعادل الاتهام بالعمالة والخيانة. كما عمدت هذه الجهات إلى تأويل شعارات الحملة بشكل تعسفي، فقرأوا شعار "ثورتنا حرية عدالة كرامة"، باعتباره شكل من أشكال الدعوة للخروج عن الدين والأعراف، كما اتهموا أفراد الحملة بالدعوة من أجل التصرف بشكل لا أخلاقي. وتحت ضغط هذه الاتهامات الخطيرة بأخلاقية شباب التجمع، قرر الشبان وقف الحملة وقد شرحوا الأسباب من خلال فيلم فيديو، راضخين لسلطة "أولاد" اكتسبوا شرعيتهم من قوة السلاح الذي في أيديهم، لا من قبل حاضنة اجتماعية داعمة لهم. مفضلين التراجع عن مشروعهم مقابل أن لا تثار مزيد من النزاعات بين أهالي المدينة. وهو شيء يفسر بحسب أحد ناشطي التجمع أسباب انكسارات ثورة الشعب السوري وتأخر النصر.

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد