عشرات اللوحات الفنية والمنسوجات زينت صالة تابعة لمركز غصن زيتون الثقافي في مدينة داعل، قام بإنجازها مجموعة من الأطفال واليافعين، وتراوحت أعمارهم بين 12 و18 سنة، كما صرح "أيهم الغريب"، الناطق الإعلامي باسم منظمة غصن زيتون لحكاية ما انحكت.
200 طفلاً ويافعاً خضعوا لورشة تدريب استغرقت ثلاثة أشهر، لتعليمهم فن الرسم والحياكة، وفي النهاية، قام 36 منهم بإنجاز المنسوجات والملابس وتزيينها، بينما رسم أربعون آخرون لوحات المعرض الذي حضره أهاليهم والمهتمون في 24 آذار 2016.
بلغ عدد اللوحات في مادة الرسم حوالي 80 لوحة، تملأها صور الطبيعة والفراشات والأشجار والعصافير، إضافة إلى أشكال الرسوم المتحركة، في حين غلبت على المنسوجات الألوان الزاهية والتصاميم التقليدية لأبناء محافظة درعا، ونستخلص من كل هذا أن خيال الأطفال العاملين كان بعيداً تماماً عن أحداث الحرب، خصوصاً إذا علمنا أن معظم الأعمال كانت من بنات أفكارهم وليست بإرشاد المدربين، لكن خلال الدورة التدريبية، قام بعض الأطفال برسم دبابة أو طائرة حربية، فحاول المدربون تغيير ذلك من خلال توجيهات معينة تُخرج الطفل من الأجواء المحيطة بهم، كما أضاف "أيهم" لحكاية ما انحكت.
تلك الأجواء الأمنية الصعبة، والتي كانت أقسى التحديات التي واجهت المنظمة، تم التغلب عليها من خلال أخذ احتياطات يمكن أن تحمي الأطفال، وذلك بعزلهم قدر الإمكان عن أجواء الحرب، وخلق جو من الترفيه بينهم، وتقديم المختصين للدعم النفسي كي يخففوا من وطأة الخوف لديهم.
إضافة إلى الوضع الأمني، فقد واجه الفريق صعوبة في تأمين بعض المواد اللازمة، وذلك عائد لصعوبة التنقل بين مدينة وأخرى ومحافظة وأخرى، لكن تم تلافي ذلك من خلال محاولة الاعتماد على المواد المتوفرة قدر الإمكان.
مركز الزيتون الثقافي في مدينة داعل والذي يُعد المركز الثقافي الرابع من بين مراكز غصن زيتون التي يبلغ عددها 6 مراكز ثقافية، يقوم بتنظيم عدّة دورات، فبالإضافة إلى الرسم والخياطة والنسيج، هناك دورات تمريض وزراعة وتعليم اللغتين الانكليزية والفرنسية، إضافة إلى دورات الدعم النفسي.
