لاجئات لا سبايا


03 كانون الأول 2013

شبابٌ سوريون مستقلّون ومن الجنسين لا ينتمون إلى أيَّة جهة أو تيَّار سياسي، ومن مختلف مكوِّنات المُجتمع السوري وأطيافه دفعهم واجبهم الوطني، وانتمائهم لسوريا الوطن وغيرتهم على وضع المرأة السوريَّة، وتقديرهم لتضحيات السوريين وعذاباتهم داخل الوطن وخارجه في مخيمات اللجوء الى إطلاق هذه الصرخة، حملة "لاجئات لا سبايا"، إنَّها صرخَةٌ لأجل موضوع إنساني ووطني يجب أن يُقلق كلّ السوريين، إذ لا يمكِنُ السكوت عن النّخاسة الجديدة المقنَّعة بعناوين فَضفاضة، ليس أولها "السترة" و ليس آخرها "الزواج وفق الشريعة"، في الوقت الذي يتعرَّض له المجتمع السوري  لأعتى صنوف القتل والتشريد والحرمان فإنَّ هذه الحلقة بعد تشرُّد السوريين تعتبر من الأصعَب و الأخطَر.

ومن أهمَّ الأسباب الرئيسيَّة التي دفَعَت الشباب السوريين إلى إطلاق هذه الحملة هي توعية بعض أهالي الفتيات على مَخاطِر هذا الزواج المُغلَّف بعناوين دينيَّة وشرعيَّة وقيميَّة اجتماعيَّة، وهنا لا بدَّ من الذكر بأنه لم يتمُّ الحصول سوى على عددٍ محدودٍ جداً من الحالات، ولم يتمُّ التمكّن من التواصل معها كلَّها بشكلٍ مُباشر لأسباب اجتماعيَّة، وبالمُجَمل فإنَّ السوريين يرفضون أساساً مِثلَ هذه العروض.

من الأهداف الأخرى للحملة توجيهُ رسالة لِبعض الشباب الخليجي والعربي مِمَّن يعتقدون أنَّ الزّواج من سوريَّات طريقةٌ مَعقولة للمساعدة فضلاً عن أنَّ بعضهم قد يكون صادق فعلاً في نيَّته، لذا لا بُدَّ من تجريم وتعييب هذا النوع من الزواج اجتماعيَّاً والتأكيدُ عَلى أنَّ كُلَّ من يَسعى لذلك فقد خان دينَهُ والقيم الإنسانيَّة السامية،إضافة إلى التواصل مع مُختلف اللجان الحقوقيَّة والمنظمات الخاصَّة بشؤون المرأة في كلِّ بُلدان اللجوء فضلاً عن دول الخليج والجزائر ومصر، مع الأخذ بعين الاعتبار دور الُنْخبة المثقَّفة في سوريا والعالم العربي والغربي وبعض رجال الأعمال لحثِّهم على القيام بدورهم الإنساني وواجبهم الأخلاقي ومسؤولياتهم الاجتماعيَّة وللعمل على تأسيس صندوق مالي يدعم مشاريع الزواج بين السوريين والسوريات سواءٌ من اللاجئين أو من شباب الداخل.

صورة تظهر لاجئين سوريا، المصدر الموقع الرسمي للحملة عالفيسبوك.
صورة تظهر لاجئين سوريا، المصدر الموقع الرسمي للحملة عالفيسبوك.","title":"..... EN

 

وقد استطاع موقعنا سيريا أنتولد Syrian Untold أن يصل إلى أحد الناشطين في الحملة حيث يقول:" في البداية استعنَّا بكتابة المقالات في الإعلام عن ملف الاستغلال، والانتهاكات التي تجري بحق اللاجئة السورية، ولكن رأينا أنه لا يوجد لهذا الأمر صدى كبير أو فائدة مباشرة للاجئة السورية، لذلك حشدنا عملنا باتجاه حملة منظمة، نحن كشباب سوريين مستقلين ننتمي لهذا العصر كما ننتمي لسورية وللمجتمع السوري، تخلينا عن الكثير من العقد التي تقيد العمل بالروتين والسلبية والقيود الرسمية والشللية، لذا ببساطة نحن متحررون منها نعمل بشكل جماعي متناغم، والفريق واعي ويمثل سورية الجديدة، غير متحزب لفئة ما أو تيار ما، رغم أننا من تيارات وبيئات وأطياف اجتماعية مختلفة، ولكن يوحدنا همنا الوطني والأخلاقي والإنساني، كما يوجد تعاون وامتلاك إلى حد كبير أيضاً بأدوات العمل الحديث والإدارة الحديثة، فالتواصل بيننا بشكل أفقي، وكل شخص يقوم بمهامه في جو من المحبة والألفة، علماً أننا عدة مجموعات، وكلُّ مجموعةٍ في بلد، ولا أحد يعمل لنفسه بل جميعنا نعمل لأجل الوطن السوري الذي لا يبنى إلا بهمَّة ابنائه، التخطيط كان بإنشاء فرق إقليمية في دول اللجوء كالأردن ولبنان وتركيا ومصر".

ومن أهمّ العوائق الأمنيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة التي واجهَت وتواجه فريق العمل، هي عَدَم وجود الحماية الكافية لأعضاء الحملة والتمويل الكافي للبدء بالمشاريع، ولايوجد تنسيق كافي بين الهيئات النسائيَّة والجمعيَّات لكي يكون العمل تراتبي ومنسق ويؤدي الغرض المطلوب.

وحول العلاقة بين المجموعات المسلحة يؤكد الناشطون في الحملة بأنَّه لا يوجد هنالك تنسيق بين المجموعات المسلحة ولا بمواجهتم، "عملنا متوجِّه للمرأة وحمايتها كفئة مستضعفة خلال النزاع المسلح، ولمساعدتها على تجاوز الأزمات والخروج منها بأقل ضرر ممكن". كما لاقى الناشطون في الحملة تضامنا شعبياً في بلاد اللجوء، لأنه "كالمعتاد دائماً الشعوب تنحاز للشعوب، وذلك بعيداً عن قوانين الحكومات".لايوجد تمويل للحملة من أيَّة جهة، وذلك كيلا تسيّس تحت سياسات أو أجندات معينة، "نحن نعمل من مصاريف شخصية تطوعية من أفراد الحملة".

حملة "لاجئات لا سبايا" محاولة لحماية الوطنية السورية أولاً، وإنقاد المرأة السورية من شبح الزواج القسري ثانياً

 

 

 

 

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد