في حلب: سوريا حرَّة


03 آذار 2016

لم تعد المظاهرات السلمية إلى حلب، فهي لم تنقطع عنها منذ خمس سنوات، حتى في أشد الظروف قسوة، إلا أن الهدنة الأخيرة أتاحت لهذه المظاهرات أن تنطلق بنفس الصورة التي كانت عليها في أيام الثورة الأولى.

في حي الشعار، رفع المتظاهرون لافتة كُتب عليها "الشعب يريد إسقاط النظام"، في تنبيه للرأي العام العالمي إلى أن هدف الثورة لم يتغير، أما العلم المرفوع فكان علم الثورة، ولم تُرفع أية أعلام دينية أو يهتف المتظاهرون بإقامة دولة حكم إسلامي في سوريا، فكما صرح الناشط "ميلاد شهابي" من شبكة الثورة السورية لـ (حكاية ما انحكت)، هذه المظاهرة كانت إثر دعوة عامة لكل الجهات العاملة في حلب كالمجالس المحلي ومجالس الأحياء والمنظمات المدنية، بهدف إيصال رسالة مفادها أن السوريين ما زالوا يريدون إسقاط الديكتاتور ونيل حريتهم.

خلال سنوات الحرب، كانت التجمعات الناشطة في الثورة تشبه الخلايا النائمة، حتى ولو لم تنشط، لكنها باقية، سوى أنها لم تكن تابعة إلى تنظيم مسلح متطرف، وكما تستخدم التنظيمات الإرهابية خلاياها لتحقيق أهداف في وقت ومكان مناسبَين، يستخدم الصوت السوري خلاياه ما إن يهدأ الدمار والقتل.

ولم تكن المظاهرة التي خرج فيها أكثر من 400 سورياً حسبما أضاف ميلاد مجرد شعارات، بل طرحت حلولاً للمشكلات العسكرية في سوريا، إضافة إلى التضامن مع المناطق التي لم يهدأ فيها القصف حتى بعد الهدنة، مثل ريفَي حمص وحلب.

استمرت المظاهرة أربعين دقيقة، وسار المتظاهرون من منطقة الباب ثم توقفوا في حي الشعَّار مرددين أغنية اشتُهرت في بدايات الثورة، وهيَ "جنَّة جنَّة جنَّة، جنَّة يا وطنَّا"، وهاتفين بشعار "سوريَّة حرة حرة، وبشار يطلع برَّا".

يُذكر أن حي الشعَّار شهد أول مظاهرة في حلب، ففي 25/03/2011، انطلقت مظاهرة من جامع نور الدين تضامناً مع مدينة درعا التي اقتحمها جيش النظام وقتها، وكان الشعار "بالروح بالدم نفديكِ يا درعا".

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد