على مدى ستة أيام، و تزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو 2015)، أطلق مركز "التآخي Biratî للديمقراطية والمجتمع المدني" حملة بعنوان "فلتزدهر الصحافة"، سعيا منهم لتمثل القيم التي رسخها إعلان "ويندهوك" الذي عقد في ناميبيا بتنظيم من اليونسكو في 3 مايو 1991، بهدف خلق بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية، تضمن أمن الصحافيين وكفالة التحقيق في الجرائم التي تطالهم بسرعة، سعيا منهم لتجذير تلك القيم في الأرض السورية التي تعيش اليوم مخاضا واسعا وعميقا على كل مستويات الحياة، حيث يدفع الصحفيون السوريون والعاملون في سوريا ثمنا كبيرا، وذلك من خلال نشر وتوزيع أكثر ولصق أكثر من 1600 بوستر، وأربع ندوات حوارية حول "حرية الصحافة وواجب أطراف النزاع اتجاه الصحفيين وأنواع الجرائم ضدهم"، وتنظيم أربع وقفات احتجاجية "مع ضحايا العمل الصحفي في سوريا" كما جاء في بيان تلّقت حكاية ما انحكت نسخة منه.
اليوم الأول من الحملة انطلق في 28 مايو 2015 من خلال تعليق لافتات الحملة في مدن سرى كانيه – رأس العين و القامشلي و تربسبيي، تخللها رسم لوحة جدارية في مدينة الحسكة، ليرافق الأمر إتمام فريق "برنامج التوعية الحقوقية للمجتمعات المحلية" في المركز لدليل تدريب حول حرية الصحافة وحماية الصحفيين، استنادا للاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية كما احتوى الدليل أبرز بنود إعلان ويندهوك.
تضمّن اليوم الثاني تصميم ونشر بوستر للصحفي المعتقل "حسين عيسو" مرفقا بلمحة تعريفية عنه، ليتم نشره في مدن الحملة ( الحسكة، القامشلي، سرى كانيه – رأس العين، تربسبيه)، ليبدأ فريق الحملة بالتوازي مع ذلك إنشاء دعوة على الفيسبوك لوقفة تضامنية مع ضحايا العمل الصحفي في سوريا، حيث تمت دعوة مختلف الفئات المجتمعية للمشاركة في الوقفة التضامنية التي تم تنظيمها في اليوم العالمي لحرية الصحافة في مدن الحملة، في حين شهد اليوم الثالث توزيع وتعليق بوستر الشهيد أحمد سعدو، والرابع بوستر المعتقل إبراهيم حجي حلبي (أبو الطيب السوري)، والخامس بوستر للمختطفين فرهاد حمو ومسعود عقيل، إضافة إلى إصدار بيان صحفي حول اليوم العالمي لحرية الصحافة، وتصميم وتوزيع بوسترين حول أبرز الضحايا من الصحفيين الأجانب الذين استشهدوا أثناء تغطيتهم الإعلامية للأحداث في سوريا وهما "ماري كولفنو" و "جيل جاكييه"، حيث نشر البوسترين على صفحات المركز في مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر.
اليوم السادس والأخير، شمل إطلاق بوستر عن الصحفي المعتقل ورئيس المركز السوري للإعلام "مازن درويش" من إعداد وتصميم شبكة فريق للاعلام والإنتاج الفني، بالتزامن مع رسم لوحة جدارية عن الحملة في مدينة القامشلي، وبدء محاضرات عن مفهوم الصحافة والعمل الصحفي ومسؤوليات مختلف أطراف النزاع اتجاه الصحفيين وفق الاتفاقيات الدولية، اختتمت بوقفة تضامنيّة مع ضحايا العمل الصحفي في سوريا أمام مكاتب مركز التآخي في مدن الحملة، التي كان آخر نشاط لها برومو عن اليوم العالمي لحرية الصحافة.
"فلتزدهر الصحافة": ثمرة من ثمار المجتمع المدني السوري الذي نما خلال أربع سنوات من الثورة، وبدأ بممارسة عمله في تجذير مفاهيم الحرية والعدالة والصحافة الحرة في مجتمع أنهكه الاستبداد، ساعين للعمل مع المجتمعات المحلية وآخذين بيدها للانتقال تدريجيا من فضاء الأهلي إلى فضاء المدني بكل ما يعني ذلك من حداثة وقطع مع الثقافة التقليدية.
