شكسبير في الزعتري


26 شباط 2014

خيمةٌ من بين آلاف خيم اللاجئين في مخيّم "الزعتري" على الحدود السوريّة الأردنيّة، أُطلِق على الخيمةِ اسمُ "خيمة شكسبير"، ويديرُها الممثّل والمخرِج السوري "نوّار بلبل" في مشروع أطلقهُ منذ حوالي ثمانيةِ شهورٍ مع أكثر من ثمانين طفلٍ سوري.

يتمُّ في هذه الخيمة يوميّاً تدريبُ الأطفال على عرضٍ مسرحي لمسرحيتين شهيرتين لشكبير، ألا وهما "هاملت" و"الملك لير"، وسوف يتمٌّ عرض المسرحيّتين في يوم المسرح العالمي المصادف في 27 آذار- مارس، وذلك في مبادرةٍ طموحةٍ من أجل بعثِ الفن من لدن المعاناة.

وقد تم اختيار اسم "شكسبير في الزعتري" لأنه لافت وفني، ولكثرة الحملات التي تحمل أسماء متشابهة ومكرّرة، ولم تعد تستطيع هذه الأسماء أن تجذب اهتمام الإعلام سواء أكان العربي أم الغربي.

الفكرة الأساسيّة من حملة "شكسبير في الزعتري" هي لفت أنظار العالم تجاه مأساة اللاجئين السوريين في مخيّمات اللجوء، وحثّ الأمَم المتّحدة التي نسيت أو تناست مايحصُلُ للسوريين طيلَة فترة الأزمة السوريّة، وأيضاً تهدُف الفعالية إلى إيقاظ البعد الحضاري للشعب السوري، إذ أنَّ الأطفال السوريين قادرون على عَكَس ثقافات العالم، وليسَ كما يروِّجُ النظام السوري عنهُم بأنَّهم إرهابيّون وسلفيّون وتكفيريّون، وغيرُ ذلكَ من الصّفات التي أطلقَها الإعلامُ السوري عليهم، حينما خرجوا فقَط مطالبين بحريّتهم وكرامتهم.

 

صورة تظهر الأطفال السوريين وهم يحفظون نص المسرحية في خيمة شكسبير في الزعتري، المصدر الموقع الرسمي للحملة عالفيسبوك
صورة تظهر الأطفال السوريين وهم يحفظون نص المسرحية في خيمة شكسبير في الزعتري، المصدر الموقع الرسمي للحملة عالفيسبوك

 

يقول أحد العاملين في الحملة في لقاء حصري لموقعنا سيريا أنتولد Syrian untold :"العرض المسرحي هو بمثابة صرخةٍ في وجَهِ من وقف ضدّ ثورتنا، لنعيدَ تذكيرَهم بأنّنا شعبُ حضاري يطالِب بحريّته من كافّة أشكال الدكتاتوريّات، العرض بعيد كلّ البعد عن السياسة، نريدُ في هذا العرض أن نقول أخرجوا الأطفال من لعبة الكبار القذرة، نريد أن نقوم بإعادة إنتاج الضحكة لدى الطفل، إعادة إنتاج الفرح والطفولة وبالتالي الإنسان".

ومن النشاطات المستقبلية القادمة التي من المفترض أن يتمّ إطلاقها في الخيمة، هو الاحتفال بيوم الموسيقى العالمي في 21 حزيران القادم، على أن يغنّي كل السوريين في المخيّم أغنيةً واحدِة في نفس التوقيت في كلّ أرجاء المخيّم، وذلك لإظهار الجذر الإنساني الحقيقي لثورة الشعب السوري، حيث السلام والحب والفرح.

الفعالية تلقّت الدعم من أشخاص سوريين دعموها بشكل  شخصي، دون تدخّل مؤسّسات ربحيّة أو ما شابه، والجميل في مشروع "شكسبير في الزعتري" أنَّ الكلفة الإنتاجيّة التحضيريّة للحملة هي منخفضة جداً، فالديكور والإكسسوار والملابس والموسيقى هي من مخلّفات المخيّم.

لا توجد صعوبات كبيرة تعرقل عمل الناشطين في الحملة، إذ أنَّ الأمور تسير على قدم وسابق، والأهالي في المخيم يتعاونون مع فريق العمل لأنهم يدركون أهميّة المشروع.

"شكسبير في الزعتري" مَشروعٌ يحاوِل أن يشعِلَ شمعةً بدلاً من لعن الظلام، عمل شبابي دؤوب من أجل تهيئة الأطفال ليعيدوا استكمال بناء بلدهم الذي أصبح تحت الأنقاض.

 

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد