أطلق "مركز توثيق الانتهاكات في سوريا" بالتعاون مع "مركز مواطنة للأبحاث والدراسات" حملة "وثق"، بهدف تشجيع المواطنين السوريين على توثيق الانتهاكات الحاصلة بحقهم، و "على المشاركة في عمليات الرصد والتوثيق بما يجعلهم شركاء في المطالبة بحقوقهم والحفاظ عليها وحمايتها"، وذلك عبر عملية تهدف إلى توعية المواطنين بآليات التوثيق عبر دورات وبرامج تعليمية مخصّصة لهذه الغاية، تتبعها ورشات تدريب عملية.

وتسعى الحملة لتوعية السوريين أن التوثيق ليس أمرا مرتبطا بالمنظمات الدولية وتقديم المسؤولين عن الانتهاكات للعدالة فحسب، بل هو" كرمال ولادك بكرا . التوثيق مو للمنظمات الدولية، ولا للخارج، التوثيق كرمال نحفظ حقوق اللي ضحوا بحياتهم وأرواحهم وأعمارهم وممتلكاتهم. التوثيق حتى نحفظ ذكراهم، وكل شي قدموه للبلد، ونحاول نعوّضهم بالمستقبل وندير بالنا على اللي تركوهم أمانة برقبتنا".

وتشمل الحملة بخ على الجدران، وزيارات ميدانية للأهالي، وتوزيع المنشورات وندوات بمشاركة نشطاء حقوقيين، تهدف لتعليم السوريين وتوعيتهم بأن الحق لا يضيع طالما ورائه مطالب، وأن حقوق الشعب السوري ملك له وليست ملك لأحد.

الحملة بدأت بتاريخ 28/5/2013 وتستمر لمدة أسبوعين في مدينة الرقة، دون أن تقتصر عليها، إذ يسعى القائمون على الحملة على أن تشمل كافة المدن السورية، وقد تكون المحطة القادمة هي دير الزور.

تعمل الحملة على تشجيع المواطنين السوريين على توثيق أسماء الشهداء والمعتقلين والمفقودين، إضافة إلى توثيق أسماء المسؤولين عن الانتهاكات سواء كانوا من النظام أو من المعارضة.

وبدأت الحملة في الرقة بإقامة ورشة عمل للناشطين والمواطنين العادين الراغبين بالتعلّم، تمحورت مواضيعها حول مفاهيم حقوق الإنسان وكيفية التوثيق الإحترافي.

وبعدها عمدت الحملة إلى تخصيص جدران في المدينة لكتابة شعارات الحملة عليها، وتبيان الهدف منها، وهي شعارات تحض المواطنين على معرفة حقوقهم من جهة، وعلى تشجيعهم على التوثيق من جهة ثانية، مثل "حقوقنا ملكنا وليست هبة من أحد".

ويبدو واضحا من الشعارات المرفوعة، أنّ الحملة لا تستهدف النظام فحسب، بل تستهدف كل من يعمل على استغلال الأوضاع الانتقالية التي تمر بها سوريا لتحقيق مكاسب شخصية، أو القفز فوق القوانين وحقوق السوريين، وهو ماعبّرت عنه الحملة بالقول: " التوثيق حتى الظلم مايتكرر ، حتى القتل والاعتقال والتعذيب مايتكرر. التوثيق حتى نقول لكل حدا تسوّل له نفسه أنه يقلد النظام ويستنسخ الظلم باسم الثورة، وقف عندك، حقي وكرامتي هنن الثورة. التوثيق لنكون كلنا شركاء بحفظ حقوقنا وكرامتنا بوجه النظام المجرم، و أي شخص أو جهة بتتشبه فيه وبممارساته".

وقامت مجلة "ثوري أنا" التي تصدر في مدينة الرقة، بتوزيع استمارات الحملة مع عددها الأخير، حيث تم تجهيز ظروف للتوزيع على التجمعات المدنية وبعض الناشطين وتحتوي على : أهداف حملة وثق، منشور حملة وثق، استمارة توثيق شهيد، استمارة توثيق معتقل، استمارة توثيق مفقودين، استمارة توثيق انتهاكات جهات غير رسمية، استمارة توثيق استخدام كيماوي ومواد سامة، وهذه الاستمارات بدورها ستصل المواطنين الذي سيقومون بتعبئتها بمساعدة الناشطين.

حملة "وثق" تأتي لتؤكد أن المجتمع المدني السوري بات يعمل على تجديد نفسه من جهة، وعلى أن ثمة إصرار عند القطاع السلمي في الانتفاضة السورية على البقاء على الأرض رغم كل العنف الدائر حولهم.