حملة حقنا "لدراسة مجتمع الرقة"


01 تموز 2013

الحركات المدنية, التي لطالما كانت نشاطاتها تعنى بسكان المدن وتركز نشاطاتها في المدينة على وجه الخصوص, قلّما توسّعت تحركاتها لتشمل الريف, لتتركه في معظم الأحيان مهمّشاً, خالياً من الفعاليات التي تزخر بها شوارع المناطق المحررة من المدن, كان هذا السبب الرئيسي الذي دفع شباب حركة (حقنا), إلى بدء فعالية في ريف الرقة.

قرية المشلب, قرية صغيرة تبعد مسافة 3 كيلومترات شرق مدينة الرقة, تحوي الكثير من المقامات, منها مقام عمار بن ياسر, تحررت سريعاً عقب إعلان معركة تحرير الرقة, لتبقى مهمّشة كحالها حين كانت تحت سيطرة النظام.

إلا أن مجموعة من ناشطي حركة (حقنا), أطلقوا حملة سميت جولة لدراسة المجتمع الرقّي, بدأت في المشلب, بمجموعة من النشاطات الموجهة للأطفال بشكل خاص, حيث يقول أحد نشطاء الحركة لـ(سيريا أنتولد):

"الحرب الطاحنة التي تدور في سوريا منذ أكثر من سنة ونصف, تفرض الكثير من الضغط الذي يفوق طاقة الأطفال الصغار على التحمّل, ويفوق قدرتهم على الاستيعاب, أطفال يريدون اللعب والضحك بعيداً عن أصوات القصف والمدافع, ومشاهد الدمار والدم, نحن ندرك بأنّ معظم الحركات المدنية - ومنهم حركتنا- مقصّرة كثيراً بحق الأطفال والطفولة, لذلك خرجنا بهذه الفكرة, حيث كانت نشاطات الفعالية بمعظمها موجهة إلى الأولاد, مجموعة من ورشات الرسم, العزف على بعض الآلات الموسيقية, والرقص" ثم يبتسم ويضيف: "علّمناهم رقصة الكابويرا البرازيلية"

إلا أننا لا نجد أنّ أطفال المشلب قد ابتعدوا كثيراً عن الظروف التي يعيشونها منذ سنتين ونيف, ففي رسوماتهم لا تر مشهداً من فصل الربيع, يحوي بيوتاً ريفية وأزهاراً, كما اعتدنا أن نرسم في العمر ذاته مثلاً, بل تشاهد أيدٍ ترفع إشارة النصر, ولافتات كتبت عليها الشعارات التي يرددها النشطاء, شعارات مثل "حرية للأبد" و "يسقط النظام".

مؤسسة "الشارع" للإعلام والتنمية قامت بتغطية الفعالية من خلال إجراء مقابلات مع نشطاء الحركة, وقدمت لاحقاً تقريراً عن ما قدمته من أمل وفرح للأطفال في القرية.

نقل فريق (حقنا) الفعالية هذه إلى حي الادخار في مدينة الرقة, حيث قاموا بنشاطات مماثلة لتلك التي ذكرناها في المشلب, وحصلوا على النتائج الايجابية ذاتها: سعادة عارمة شعر بها الأولاد الذين تمكنوا من الرقص والغناء والرسم, بالرغم من الحزن الذي يقاسونه, "شعرنا بإيمان عميق بأهمية ما قدمناه, عندما رأينا الابتسامة على وجوه الأطفال, وتمنيهم بأن نعود مجدداً لنلعب معهم" يقول أحد الشباب.

أهمية الفعالية هذه تنبع من كونها تخاطب العنصر الأهم, والأكثر تأثراً بما يحصل في سوريا, الأطفال الذين ننسى بسبب الأحداث اليومية المؤلمة, حقهم في اللعب وحقهم بأن يتمتعوا بطفولة سعيدة, قد يبدو هذا صعباً إن لم يكن مستحيلاً في وقت كهذا, إلا أن نشاطات صغيرة وغير مكلفة كهذه, كافية بأن تمنحهم قدراً ولو بسيطاً من السعادة , أطفالنا, أطفال الحرية لهم في الفرح حق, ليكون في غدنا أمل.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد