حملة بدنا نعيش _ مخيم اليرموك


16 تشرين الأول 2014

أطلق ناشطون سوريون من داخل وخارج مخيم اليرموك حملة تحت عنوان "بدنا نعيش – عطش تحت الحصار" لأجل "إعادة قضية المخيم للواجهة. أي قضية الحصار والجوع والموت الذي لحق بأهالي مخيم اليرموك" كما يقول أحد نشطاء الحملة لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".

جاءت الحملة بعد انقطاع المياه لفترة طويلة عن المخيم، أي منذ " 31 على التوالي"، كما يقول الناشط لموقعنا، متابعا أن معاناة الأهالي بنقل المياه من الآبار إلى المنازل مازلت مستمرة، عدا عن كون "هذه المياه غير صالحة للشرب وتسبّب بعض الأمراض"، الأمر الذي دفع النشطاء إلى إعلاء الصرخة و "تذكير وجمع الناس حول قضية المخيم، والدفاع عن حقوق المدنيين داخله".

اختار النشطاء لحملتهم بروشورا إبداعيا مميّزا، لقي استحسان الناس ودفعهم للتجاوب مع الحملة، وهو عبارة عن صنبور ماء مغلق مكتوب بجانبه "بدنا نعيش – عطش تحت الحصار"، دون أن تكتفي الحملة بذلك بل أطلقت عدد كبير من الملصقات والبروشورات منها بروشور يمثل صنبور ماء تتدلى منه أرجوحة ماء وعليها طفلة، مكتوب بجانبها " ما يريدونه هو الماء فقط ليصبحوا سعداء".

الحملة التي يصفها القائمون عليها بأنها "شعبية" أقدمت على إقامة مهرجانين داخل المخيم المحاصر، حملا عنوان "بدنا نعيش"، مضافا لها تحركات شعبية أخذت صيغة اعتصامات حمل خلالها أهالي المخيم لافتات الحملة، التي أتبعت بنشاط افتراضي واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي عبّرت عن نفسها عبر صفحة "حملة بدنا  نعيش – مخيم اليرموك" على الفيسبوك، حيث دعت الصفحة كوسيلة من قبلها لكسر التعتيم الإعلامي جميع الناشطين والمتعاطفين عبر العالم إلى رفع لافتات الحملة وهاشتاغاتها، إذ قالت" خيا وخيتا وين ما كنتو .....تعالو شاركونا هالفعالية الخفيفة والغير مكلفة, بهاد الألبوم في صورة لافتة بهاشتاغات وعنوان الحملة بقياس ورقة A4, اطبعها, انزل ع المدينة اللي انت ساكن فيها ومعك موبايلك, وقف الناس وصورهم مع اللافتة واحكيلهم عن وجع #مخيم_اليرموك وأهله اللي محاصرين والمهجرين. ابعتلنا الصور ونحنا علينا النشر"، وهو ما فعله الناشطون من عواصم متفرقة، إذ رفعوا لافتات مكتوب عليها اسم الحملة تضامنا مع أهالي المخيم الصامدين تحت نيران العطش، ناهيك عن مدن وقرى سورية تضامنت مع الحملة، وكان على رأسها مدينة كفرنبل التي رفعت لافتة جاء فيها: " مخيم اليرموك شبعان كرامة يا عرصات".

لم تكتف الصفحة بذلك بل رصدت حياة الناس داخل المخيم، إذ عملت على نقل معاناة الأهالي عبر الصور، وخاصة الأطفال المتوجهين إلى الآبار وهم يحملون أوعية المياه لملئها في صباح العيد.

ويذكر أن المخيم شهد الكثير من الحملات التي لقيت صدى إعلاميا محددا دون أن تؤدي إلى حل مشاكل الناس القاطنين به جراء تعنّت النظام وعدم قدرة المؤسسات الدولية للوصول إلى المخيم لوقف الانتهاكات الحاصلة بحق أصحابه، حيث طالب القائمون على الحملة جميع الجهات بتسليط الضوء على قضية المخيم لحل المشكلة، مؤكدين وفق معلومات موثقة أن المخيم محاصر بشكل جزئي منذ 17\12\2012 ، وبشكل كلي منذ 17\7\2013، حيث خسر حوالي 172 شهيد جوع جراء الحصار، ويوجد فيه اليوم أكثر من 20 ألف مدني تحت الحصار.

لا يطلب سوريو وفلسطينيو مخيم اليرموك السوري أكثر من الكرامة التي هي حق بشري لكل إنسان، كرامة تدرأ عنهم الجوع والعطش والموت، إذ يختم أحد النشطاء لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold": "لا نريد أكثر ما نستحق. إن أقل ما نستحقه هو أن نعيش بكرامة.. بدنا نعيش" فهل هذا كثير؟

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد