السويداء في عيد الاستقلال: يسقط الأسد و"داعش"


22 نيسان 2016

جددت السويداء ثورتها الكبرى، والتي بدأت ضد الاستعمار الفرنسي عام 1925 بقيادة سلطان باشا الأطرش، وانتهت بخروج الفرنسيين في 17 نيسان 1946، وذلك عبر مظاهرات حاشدة انطلقت في عدة مدن وبلدات هتفت بسقوط نظام بشار الأسد وتنظيم داعش الإرهابي، وقد كانت مختلفة سواء بعدد المتظاهرين أو بالشعارات الصريحة التي لم تشهدها المدينة منذ اغتيال وحيد البلعوس، ففي ساحة الكرامة، والتي كانت تُسمى بساحة "حافظ الأسد"، هتف المتظاهرون بشعار "الله، سورية وكرامة وبس"، و"سوريا لنا وما هي لبيت الأسد، عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد"، ما يذكرنا بالهتافات التي انطلقت في بدايات الثورة السورية.

جانب من مظاهرات السويداء في عيد الاستقلال، المصدر: موقع سويداء خبر.
جانب من مظاهرات السويداء في عيد الاستقلال، المصدر: موقع سويداء خبر.

في ساحة الكرامة، حيث سبق وأن حُطم تمثال حافظ الأسد في شهر أيلول 2015، وهو ما كان يُعرف بتمثال خمسة شاورما ، لأنه يشير بأصابعه الخمسة محيياً الجماهير مقابل إحدى محلات الشاورما في الساحة، وكأنه يطلب خمس سندويشات من البائع، استبدل المتظاهرون هذا التمثال بصورة كبيرة لسلطان باشا الأطرش، هذا العمل أحدث صدىً كبيراً في عدة مدن سورية وعلى صفحات التواصل، ففي معرة النعمان خرجت مظاهرة متضامنة مع السويداء، لأن مظاهرات السويداء كانت بالأصل من باب التضامن مع كافة المدن السورية، وهو ما كتبه ابن مدينة السويداء، الناشط  المعارض ضياء العبد الله على صفحته "أرى أننا أوجعنا السفلة وكلاب السلطة وأبواقها والمحسوبين زوراً وخديعةً على الثورة، وأدخلنا فرحة صغيرةً بحجم قلوبنا إلى قلوب الأحرار في سوريا، عملٌ صغيرٌ تلقاه الأحرار بمحبة كبيرة، هذا دليلٌ على نضجهم وصحة انتمائنا معهم للثورة والإنسان وسوريا"، فهذه المظاهرات أعادت للسوريين فرحة كانت مفقودة، بعد كثير من الانشقاقات والفتن التي زرعها النظام بين أبناء الجبل وباقي طوائف سوريا، وكتب المحامي المعارض ميشال شماس مخاطباً أبناء السويداء "لقد أثلجت تظاهراتكم صدور السوريين وأكدتم بما لا يدع مجالا للشك أن الثورة ماضية رغم كل الصعاب حتى إسقاط الاستبداد واستعادة سوريا للسوريات والسوريين".

استبدال تمثال حافظ الأسد بصورة سلطان باشا الأطرش في ساحة الكرامة، المصدر: موقع سويداء خبر.
استبدال تمثال حافظ الأسد بصورة سلطان باشا الأطرش في ساحة الكرامة، المصدر: موقع سويداء خبر.

الهتاف الجديد الذي ردده متظاهرو السويداء هو "الدين لله والوطن للجميع"، و"ابن الجبل للأبد، داعس داعش والأسد" في رد واضح لا يترك أي مجال للنظام لتخويف أبناء المدينة بورقة داعش أو يتهمهم بها، فقد كانت المظاهرات "بلا سقف" كما وصفها الكاتب والناقد المعارض خضر الآغا، وهي رد أيضاً على ما أثير أواخراً من مصطلح "حماية الأقليات"، والذي كثيراً ما روج له النظام لإظهار الثورة بأنها ثورة أكثرية دينية ضد أقلية حاكمة.

جانب من مظاهرات السويداء في عيد الاستقلال، المصدر: موقع سويداء خبر.
جانب من مظاهرات السويداء في عيد الاستقلال، المصدر: موقع سويداء خبر.

من وجوه اختلاف هذه المظاهرات عن سابقاتها أنها نُظمت بدعوة من الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني، والتي تضم مجموعة من الشباب والشابات الناشطين للحفاظ على السلم الأهلي، وذلك إثر حملة اعتقالات طالت عدداً من الناشطين، أبرزهم جديع نوفل المدير التنفيذي لمركز الديمقراطية والحقوق المدنية في سوريا، وعضو لجان الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، والنشاط الساسي مروان حمزة.

الناشط جديع نوفل، المصدر: موقع سويداء خبر.
الناشط جديع نوفل، المصدر: موقع سويداء خبر.

ليس جديداً أن تتظاهر السويداء ضد نظام بشار الأسد، فمنذ مطلع الثورة السورية، شهدت المدينة عدة مظاهرات متضامنة مع باقي المدن السورية المنتفضة، كان أكبرها وأكثرها تأثيراً الحراك الذي شهدته المحافظة في سبتمبر 2015، والذي أودى بحياة البلعوس، أكثر المعارضين لنظام الأسد من رجال الدين، أو ما يُعرف بـ "رجال الكرامة" في جبل العرب.

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد