من حلب إلى كفرنبل، سلامٌ على الثورة اليتيمة


09 تشرين الأول 2015

لم تكن المرة الأولى التي تخرج فيها مظاهرة ضد جبهة النصرة، فقد سبق وأن قامت عدة مظاهرات مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من سجون هذه المنظمة، لكن ما ميز المظاهرة التي خرجت في حي بستان القصر في حلب مساء الثلاثاء 06/10/2015 أنها أسقطت كلاً من النصرة ونظام بشار الأسد، ونادت بالعودة إلى الأهداف التي انطلقت من أجلها الثورة السورية، وهي الحرية والعدالة الانتقالية.

لم يتهيأ أبناء حلب لهذه المظاهرة، ولم تدعُ لها جهات سياسية أو تجمعات، بل كانت شبه عفوية في وقت حرج يشهد تدخلاً عسكرياً دولياً، حيث طائرات روسيا تجاور طائرات الولايات المتحدة لتقصف قرى ومدن سوريا تحت شعار مكافحة الإرهاب، فخرج أهالي حلب بهذه المظاهرات السلمية، التي رفعت لافتة كُتب عليها (سلامٌ على الثورة اليتيمة)، وذلك بعد أن اشتبكت جبهة النصرة مع إحدى حواجز حركة (نور الدين زنكي) التي تُعد إحدى الفصائل المقاتلة في الجيش الحر، إلا أن هذه المظاهرة كانت ضد مجمل انتهاكات النصرة في حلب.

https://www.youtube.com/watch?v=PidYNMDqsAo

هتف المتظاهرون بذات الشعارات التي كانوا يهتفون بها في بدايات الثورة، سوى أنها شملت أسماء جديدة: (يلعن روحك جولاني على روحك حسون، ويلعن روحك بغدادي وين ما كنت تكون)، ملغية كافة القيادات الإسلامية التي تلاعبت بالسوريين، وأوهمتهم بأنها جاءت لإنقاذهم، و(ثورتنا كانت سلمية يا غصن الزيتون، سرقوها منا جماعة الدقون)، في إشارة إلى الاستياء من الإسلام السياسي الذي دخل على خط الثورة بعد شهور من انطلاقها.

aaaa

(نصرة لأهل الشام أم غدراً بأهل الشام)، كانت هذه العبارة لافتة أخرى رُفعت في المظاهرة التي بلغ تعدادها حوالي 40 متظاهراً بحسب ناشطين، وقد تزامن انطلاقها بعد ثلاثة أيام من مظاهرة انطلقت في كفرنبل ضد جميع التدخلات الدولية في سوريا وضد داعش، متضمنة عبارة (بوتين يقصف ويهاجم المدنيين والجيش الحر، ويعتبرهم داعش، وداعش تبعد 100 كم من هنا)، كما رد المتظاهرون على (الحرب المقدسة) التي أعلنتها الكنيسة الروسية في سوريا، (إلى الكنيسة الروسية: جنودكم هنا في سوريا لقتل الأبرياء، فعن أي حرب مقدسة تتحدثون؟).

لافتات رفعها المتظاهرون في المظاهرة. المصدر: صفحة انتهاكات جبهة النصرة على الفيسبوك
لافتات رفعها المتظاهرون في المظاهرة. المصدر: صفحة انتهاكات جبهة النصرة على الفيسبوك

المظاهرتان السابقتان اللتان ترافقتا مع التدخل الروسي مؤشر على استمرار النشاط السلمي في سوريا، بل على عودته بقوة مع اشتداد الحرب وتهاوي الجهات الدينية التي استغلت الثورة لتحقيق مصالحها، وفي اللافتة التي رفعها متظاهرو كفرنبل ما يدل على ذلك (نحن صوت الأرض، نحن الحق، والحق لا يزول، نحن اللعنة في ضمائركم وتخاذلكم كلكم).

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد