دوما تنتفض في جمعة "لا للفيدرالية"


01 نيسان 2016

على الرغم من ظروف الحرب التي لم توقفها الهدنة في دوما، حيث قصفت طائرات النظام في 30/03/2016 جامع الروضة بالصواريخ، فقد خرجت مظاهرة كبيرة بهدف رفض الفيدرالية، وذلك من أمام الجامع الكبير في المدينة، رُفع خلالها علم الثورة، ورُددت شعارات منادية بإسقاط النظام.

وحسبما صرح "مهران عيون" الناطق باسم المجلس المحلي في دوما لحكاية ما انحكت، فإنه لا يوجد منظم لهذه المظاهرة، "المظاهرات تخرج في المدينة بشكل عفوي كل جمعة منذ إعلان الهدنة، وفي هذه الجمعة المسماة (لا للفيدرالية)، رُفعت لافتات رافضة للتقسيم تحت أي مُسمى، ومؤكدة على أن وحدة سوريا".

من مظاهرة دوما، 01/04/2016، المصدر: تنسيقية مدينة دوما.
من مظاهرة دوما، 01/04/2016، المصدر: تنسيقية مدينة دوما.

ولمدينة دوما تاريخها في رفض تقسيم سوريا، فقد كانت أول مدينة سورية تخرج عن سيطرة الانتداب الفرنسي عام 1946، والذي فرض مشروع التقسيم، فقد تحررت دوما قبل العاصمة دمشق، وشُكل فيها أول مجلس للإدارة المحلية في سوريا آنذاك، هذا التاريخ أعاد نفسه خلال الثورة السورية، فقد كانت دوما من أوائل المدن المنتفضة ضد النظام، حيث خرجت أول مظاهرة فيها بتاريخ 25/03/2011 تضامناً مع درعا، وفي 02/01/2016 خرجت مظاهرة كبيرة رافضة لتلميحات أميركية عن خطة بديلة في حال لم تستجب روسيا للهدنة، وعنت بتلك الخطة احتمال تحويل سوريا إلى دولة فيدرالية.

من مظاهرة دوما، 01/04/2016، المصدر: تنسيقية مدينة دوما.
من مظاهرة دوما، 01/04/2016، المصدر: تنسيقية مدينة دوما.

وعن أسباب الإصرار على رفض مشروع الفيدرالية، يقول مهران لحكاية ما انحكت، "نحن خرجنا تأكيداً على قيم وأهداف الثورة، وموضوع الفيدرالية لا يمكن قبوله عبر الإملاءات الخارجية، فهو قرارالشعب السوري بأكمله وحده، وليس من المعقول أن يُطرح هذا الموضوع الآن، فنصف السوريين أصبح مهجراً، لاجئاً أو نازحاً، ونصفه في مناطق محتلة، ناهيك عن عشرات ألوف الضحايا والمعتقلين في سجون الأسد".

من مظاهرة دوما، 01/04/2016، المصدر: تنسيقية مدينة دوما.
من مظاهرة دوما، 01/04/2016، المصدر: تنسيقية مدينة دوما.

تأتي هذه الجمعة متزامنة مع ذكرى أليمة مرت على دوما في 01/04/2011، حيث صادف أيضاً يوم جمعة "الشهداء"، وخلال مظاهرات ذلك اليوم في المدينة، حاصر النظام الجامع الكبير، حيث تجمع المتظاهرون، وأطلق عليهم النار عشوائياً، ما أدى إلى سقوط ثلاث عشرة ضحية، وفي اليوم التالي أعلن أبناء دوما الإضراب العام، فأغلقت جميع المحلات التجارية لخمسة أيام متتالية، ثم شيعوا ضحاياهم بمظاهرة ضخمة خرج فيها أكثر من مئة ألف متظاهراً.

https://www.youtube.com/watch?v=lYNINAqaw8k

ردد المتظاهرون في جمعة "لا للفيدرالية" أغنيات الثورة، ومن اللافتات التي رُفعت في المظاهرة "جميع الدول تصنف الإرهاب حسب مصالحها، وتترك الإرهابي الأسد طليقاً"، و"نحن شعب ننتصر أو ننتصر"، كما تضامن المتظاهرون مع أهالي ضحايا مجزرة بلدة دير العصافير في غوطة دمشق، والتي قصف خلالها النظام مدرسة ومشفىً ميدانياً في البلدة، ما أدى إلى سقوط ثلاثة وثلاثين ضحية معظمهم من الأطفال، وذلك يوم الخميس 31/03/2016، في أعنف تصعيد من قبل ميليشيات الأسد منذ بدء الهدنة، كذلك ردت المظاهرة على عودة تدمر من داعش إلى النظام بلافتة كُتب عليها "من حضن (الدولة) إلى حضن (الدولة)، تبادل أدوار ليس إلا".

من مظاهرة دوما، 01/04/2016، المصدر: تنسيقية مدينة دوما.
من مظاهرة دوما، 01/04/2016، المصدر: تنسيقية مدينة دوما.

هذه المظاهرة جاءت إثر أحاديث ومبادرات انتشرت خلال الأشهر الماضية عن احتمال تحويل سوريا إلى دولة فيدرالية لوقف النزاع، منها ما أعلنه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن اقتراح موسكو للوصول بالمفاوضات إلى جمهورية فيدرالية في سوريا بناء على ما يطالب به الأكراد حسب قوله، وهو ما أكدته فصائل كردية لاحقاً، عندما أعلن المجلس التأسيسي للنظام الاتحادي الديمقراطي عن فيدرالية كردية تشمل مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي، و(عفرين) في ريف حلب الغربي، ومنطقة (الجزيرة) في محافظة الحسكة، وذلك في السادس عشر من آذار 2016.

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد