"سرو الحالمين".. هنا دمشق


06 تشرين الثاني 2015

 

كان آرام يقرأ كتاب (امرأة تمارس هواية التسكع على حبل مشنقة/ دار التكوين/2007) عندما لفتته عدة مقاطع شعرية، الشاعر الذي لم يلحن أو يغن من قبل؛ رأى أن هذه المقاطع لا بد أن تصبح أغنية، وعندما زار باريس قبل عام من بدء الانتفاضة السورية، في آذار 2010، التقى بالشاعرة خلود الزغير صاحبة الكتاب، وأسمعها تجربته بتلحين تلك المقاطع على آلة العود الخاصة به، ثم عاد إلى دمشق حيث ما زال مقيماً حتى اليوم.

في 2015، وبعد أربع سنوات من الأحداث الدامية التي عاشها آرام في سوريا، ومن تأجيل نشر الأغنية، مع أنه سبق وأن قام بتوزيعها على الآلات الموسيقية، لم يعد يستطيع انتظار فرصة أن يملك استديو، لذلك غناها وسجلها بأدوات بسيطة من منزله في دمشق، ثم نشرها على يوتيوب، وكان السبب في ذلك أنه في مواجهة دائمة مع الموت، وفي منفىً مزمن داخل جغرافيا الوطن، كما يقول لـحكاية ما انحكت "ذلك المنفى وتلك الحرب لا لا نستطيع أمامهما أن ننمِّق الفن"، هكذا سجل آرام أغنيته عبر جهاز الكمبيوتر الخاص به، وسماها (سرو الحالمين)، وعلى الرغم من أنها تجربته الأولى في التلحين والغناء إلا أن الأغنية أحدثت صدى في مواقع التواصل.

https://www.youtube.com/watch?v=jlKtxYBka6Q

الموسيقا بالنسبة إلى صاحب كتاب (مدارات المكان والتحول) 2007 كل شيء بعد الشعر، وقد كانت له محاولات عدة في التلحين لم ينشر منها شيئاً، فهو لا يعد التلحين مشروعاً، لكنه أحياناً لا يقاوم جمال بعض القصائد ولا يحب أن يحتكره له وحده، لهذا يلحنها كي يصبح الشعر أقرب إلى الناس.

أما خلود الزغير، فليست هذه تجربتها الأولى مع التلحين كما تقول لـ(حكاية ما انحكت)، سبق وأن لُحنت لها عدة قصائد، منها (نحتاج لأغنية)، للعازف شادي أبو زين الدين.

خلود الزغير، المصدر: صفحة الشاعرة على فيس بوك
خلود الزغير، المصدر: صفحة الشاعرة على فيس بوك

لكن ما يميز أغنية (سرو الحالمين) أنها كُتبت في دمشق التي كانت تحبها خلود وتكره ضيقها، "أنا بين الجميع، لكنني غريبة"، لهذا راحت تبحث عن عالم أوسع تحقق فيه طموحها، فبعد تخرجها من جامعة دمشق/ كلية الآداب/ قسم علم الاجتماع عام 2002، هاجرت إلى باريس لتكمل دراستها، حيث حصلت على الماجستير ثم الدكتوراه من جامعة السوربون الجديدة، وعندما جاء صديقها آرام في زيارة لها، أسمعها القصيدة مغناة بصوته، "كنت سعيدة جداً، أما الآن، وقد سمعت القصيدة مرة ثانية بعد هذه الحرب، فإن الشعور مختلف، بكيت بحرقة، فاليوم أنا في الغربة، أعيش حالة وحدة أكثر صعوبة، وأن أسمع قصيدتي مغناة من داخل دمشق، يعني أن هذه المدينة تعاتبني وتقول لي: أنا أيضاً غريبة ومستوحشة".

كلمات الأغنية

يا ليلي المقطّع فوق سرو الحالمين

يا صباحي النائي يا دمشق

ضئيل فرحي على سياجك

كبيرة أنتِ أمام خطوتي

أشتاق للغائبين حولي

على بعد ميلٍ و جرح

و للراحلين عني

و للقادمين مني

نرتدي كل يوم ظلنا و نمشي

على دائرة الزمن البليد

لا جديد

أمشي فيكسو البياض رصيف دمشق

و أخسر هذا المساء

لماذا كل هذا الصيف

ليوم شتاء

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد