الفنانة غيداء


10 آب 2014

الفنانة غيداء خريجة معهد إدارة الاعمال في دمشق، أثناء دراستها التحقت بكورسات التصميم "والديزاين" عبر برامج الكمبيورتر الفنية المختلفة، ما مكّنها لاحقاً من العمل في فضاء الثورة السورية، على اعتبار أن الثورة فعل جمعي وكلي لأي شعب يسعى إلى التحرر.

 

مثلت معظم أعمالها أفكاراً تهدف إلى إيصال صوت من الواقع السوري، الذي يرزح تحت الاستبداد، إلى السوريين وأحرار العالم، فهي فعلت الشيء الذي تستطيع فعله. ومع تطور الأحداث وتسارعها، صارت الصورة سريعة الوصول والانتشار عبر مواقع الواصل الاجتماعي، فاعتمدت غيداء على هذا الفن لإيصال الرواية السورية لما يجري على الأرض من أحداث كما تقول لموقعنا "سيريا أنتولد syria untold".

وتمتاز أعمالها بأنها تشكل في إسقاطتها تسجيلاً حياً لتاريخ الثورة السورية وتحولاتها. مثال ذلك استخداماتها للعلم السوري القديم في تصاميمها، ثم انتقالها إلى علم الثورة لاحقاً، إضافة إلى مواكبتها الأحداث على الأرض، ورصدها للمجازر في تنقلاتها عبر المدن والقرى، بتواريخها، وهو ما مكّن الفنانة من تقديم ما يشبه سيرة للثورة السورية، سيرة مستمرة، ما تزال اقتراحاتها تتوالى كل يوم.

ومن الأعمال المهمة التي واكبت الثورة لوحة عكست استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي، تلك المجزرة التي ذهب ضحيتها آلاف الضحايا في ريف دمشق. كما تستخدم الفنانة في أعمالها صوراً لأشخاص حقيقين في الثورة، سواء كانوا أطفالاً أو رجالاً أو نساء. فالأطفال الذين يطلون على الخراب من فتحة أحدثتها قذيفة في الجدار، أو تصوير طفلة تصعد سلالم البيت كأميرة خارجة من الحكايات. إضافة إلى بيوت كانت تعج بالحياة وتحوّلت إلى أطلال. ما تقدمه غيداء شواهد حية تعكس الواقع المأساوي، لكنها تصر على لمسات الأمل حارة ودافئةً، بما يليق بالسوريين الذي يستحقون الحياة.

وتستخدم الفنانة في أعمالها رموزاً تريد من خلالها إيصال رسائل محددة، من تلك الرموز الساعة والجسر، وهما يدلان على الانتظار، وتشابك المصائر السورية في بعضها البعض.

ولا تملك الفنانة تعليلا لذلك الا خلفيتها الاجتماعية فالجسر قادم من انتمائها لمدينة دير الزور التي كان الجسر المعلّق رمزها الأول، قبل أن يقوم النظام بتدميره.

تلقت الفنانة تأثيرات مباشرة، أعطتها شحنات في غاية التراجيدية، مثل بحثها عن جدها لخمسة وسبعين يوماً، بين الانقاض، دون أن تصل لجواب إن كان حياً معتقلاً أو قد أعدم ميدانياً، لتعرف، بعد فترة، باستشهاده.

غيداء حساسية فنية سورية، ونكهة فراتية لا تستطيع أن تكون محايداً حيالها. ومشروع فني يتفاعل مع الواقع، بكل ما فيه من شقاء، في ما يشبه حواراً مفتوحاً، فقط كي يبتكر الأمل.

للاطلاع على أعمال الفنانة على الفيسبوك يمكن الضغط هنا.

 

 

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد