عدسة شاب سراقبي


28 شباط 2014

من "هواية قديمة" و "مجرد تفريغ شحن" تطوّر التصوير عند مؤسس "عدسة شاب سراقبي" إلى عمل يومي يقارب حدود الاحتراف "مع تطور الأيام والأحداث المتسارعة في البلد"، ومع "ازدياد حجم المعلومات وكمية الصور التي يجب أن توثق وتسجل وتكون دليلا على أي شيء. تابعت الموضوع بجدية أكبر"، مدفوعا برغبة "نقل الحقيقة والواقع لكل العالم، وتوثيق ما يحدث من انتهاكات وحوادث تدمير خلال الاشتباكات والحروب، أو حتى انجازات" كما يقول لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".

هذه التجربة التي يتمنى لو أنها "لم تحدث"، نظرا لما وثقته كاميرته التي التقطت دمارا وحزنا وفرحا وألما وأملا لن يتسنى له يوما الخروج من براثنها، إذ كيف يمكن للمرء أن يتعايش مع "صورة طفلة صغيرة أصيبت بشظية بالرأس، وهي شقراء وعيونها زرقاء. لوحده وجهها يتكلم الكثير لن أنساها ما حييت"؟ وكيف يمكن أن ينسى " مشهد مواجهة دبابة على بعد أمتار في سوق المدينة أثناء اقتحام الجيش لها"، أو "عندما أمسكني أحد عناصر "داعش"، وأنا أصوّر إحدى عرباتهم المسلحة أثناء فترة الاشتباكات في سراقب قبل انسحابها منها "؟

كيف يمكن نسيان ذلك، وهو الذي اعتقل من قبل عناصر داعش، ليفرج عنه بعد أن "مسحت كل الصور التي صوّرتها بكاميرتي، وأنا بطريقي إلى مقر الدولة، وعندما لم يجدوا دليل أطلقوا سراحي".

يعمل اليوم في "العدسة" ثلاثة مصورين، الأول سفره متكرر وطويل، والثاني  " تشغله جمعية إغاثية وتأخذ وقته"، والثالث وهو المؤسس  لديه "وقت لا بأس به لأصوّر و أتابع ما يحصل"، إذ يعمل حتى اليوم بكاميرته الخاصة وماله الخاص "فأنا أكره التبعية لأي فصيل مسلح أو مكتب صحفي. الحرية هدفي وغايتي ووسيلتي"، ولهذا تبدو علاقته مع المجموعات المسلحة في المدينة تعاني من   "بعض الغشاوة" لأنه لا يسكت "عن أي غلط، وأكتبه وأنشره بالصور إن وجدت"، وهو ما جعله يتلقى "تهديدات علنية وسرية"، دون أن يعبأ بها، لأنه "خرجنا بثورة ضد الخوف فمما نخاف ونحن مع الله" كما يقول، دون أن تقتصر المخاطر على ذلك بل "الخطورة تكون في مواجهة الموت القادم من السماء، أو من مدافع الأرض".

مواضيع صوره تختلف حسب الحالة التي تعيشها مدينته، ففي أوقات الهدوء يختار موضوعا يتابعه خلال "يومي ومسيري في شوارع المدينة وحاراتها"، وفي الأزمات تركز عدسته على "القصف والتدمير للإسعاف والإصابات للطيران والبراميل".

تضع "عدسة شاب سراقبي" ثقتها بالمستقبل، وخاصة الجيل الجديد الذي "يجب أن نعلمه الآن كيف يبني البلد، بعد أن نسلّمهم إياها ونستردها من الطاغية وأعوانه. الأمل في الشباب الموجود الذي ينتظر دوره، ليبدأ عملية البناء"، متمنيا "وقف الحرب مهما كان الثمن" دون أن "نتنازل عن أي شبر من أرضنا ولا عن أي حق من حقوقنا"، واعدا بأن يستمر في التصوير و أن "اتجاهي نحو الاحتراف" مستقبلا.

 

 

 

 

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد