جواد


07 تشرين الثاني 2013

رغم إدراكه أن رسوماته "لن تعيد عقارب الساعة إلى الهدوء، ولن تحرر الأراضي السورية من مغتصبيها" يواصل ابن مدينة حلب (مواليد ١٩٨٩) "جواد"  ( الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه كاملا لاعتبارات أمنية) رسم سورياه عبر "قلب مليء بالدوافع الانسانية لترسيخ ما أملكه من موهبة لغزل معاناة ومستقبل بلدي بشكل فني"، مختارا البساطة سبيلا نحو قلوب متابعي لوحاته.

كغيره من أبناء جيله الذي اضطر لهجر مكان ولادته (حلب) مؤخرا، انتظر جواد اندلاع الانتفاضة السورية (15 آذار)، حيث "بدأت مشاركتي بعد بضعة أشهر من أحداث آذار ٢٠١١ وبشكل فني فقط تحت اسم مستعار حتى قررت استخدام صورتي واسمي الحقيقي".

"الرسم والألوان والتصميم"  كانوا بالنسبة له قبل الانتفاضة "مجرد هواية مكتومة لم تبرهن وجودها الفعلي إلا حين اشتعل الحراك في سوريا"، حيث اضطر سابقا لهجر الرسم تحت وطأة "القيود التي وضعها المجتمع السوري حول أعناق الفن التعبيري الناقد والمتطرف في أسلوبه".

لم يدخل مدرسة فنية أو معهد رسم، إذ إن "المراقبة والقراءة كانا أسس تعليمي في هذا المجال" الذي يتضمن "الرسم بالرصاص والفحم، الأكريليك، تصميم ورسم الكتروني، طباعة الحروف، وكاريكاتير".

في لوحاته تجسيد لـ "مسألة اجتماعية أو انسانية ما أو حدث سياسي من خلال حس فني يقدم أفكار ومشاعر لا يمكن التعبير عنها من منابر الكتابة وغيرها"، دون أن يكون متأكدا من مدى قدرة الفن في دفع الانتفاضة في بلده، معترفا: "بصراحة، لا أعلم مدى تأثير عملي الفني على أي من النواحي. ممكن أن يكون مجرد توعية؟ تحريك مشاعر؟ أم مجرد نظرة عابرة لن يذكرها أحد في بلد ارتفع به صوت الموت والرصاص".

منذ بدء الحراك يعمل الفنان على أن يعبّر عن "الحراك بغض النظر عن مصيره المحكوم وطريقه المسلوك"، ساعيا " لكسر قوقعة الخوف والأحادية الفنية" في ذاته عبر مطرقة الفن التي منحته إياها الانتفاضة من خلال "إيقاظ ضميري التشكيلي وإنسانيتي الإبداعية بشكل لم أكن أتصوره من قبل"، كما يقول في حديثه لسيريا أنتولد Syria untold.

يعتبر الفنان أن أسوأ لحظة عاشها كانت حين أطلقت أول رصاصة في عام 2011، لأنه أدرك بفطرة الفنان واستشرافه أن "زلزالا قد انفتح بابه ليصخب، وأن بلدا قد قرر أن يتسلق قمة غامضة وجريئة"، ليبقى حالما بأن "تعود سوريا "سوريا" لأن هذا الخيال الداكن باحمراره ليس أرضنا، ليس شعبنا، وليس عدلاً أن يكون مصيرنا" الذي تسعى لوحاته لتجسد بديل آخر له، آملا أن يحذو الواقع صوب ما تجسده لوحته من أمل ولو لمرة واحدة، وفق ما يتجلى فر حمامة تقف على فوهة مدفع، في دلالة بالغة على انتصار الحمام الأبدي السلاح والموت.

لمتابعة صفحة الفنان على الفيسبوك، يمكن الضغط هنا.

 

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد