يلي ما بيحسب ما بيسلم: أمان رقمي


26 تموز 2014

"يلي ما بيحسب ما بيسلم": فعالية فيسبوكية تجعل من مسألة حماية الناشطين من الاختراق الأمني عبر وسائل التواصل الاجتماعي مسألة حيوية لها، ساعية لجعل مسألة الأمن الرقمي في محور اهتمام السوريين، من خلال إظهار الارتباط العضوي بين سلامة الناس الرقمية وسلامتهم على الأرض، إذ كثيرا ما لا يدرك الناس هذا الارتباط ويظن البعض أن الفضاء الإلكتروني هو فضاء أخر، وأن الشاشة التي يجلسون خلفها تتسم بالبراءة التي تبدو عليها. ولهذا تتجه الحملة "لمستخدم تكنولوحيا المعلومات العادي مهما تواضعت خبراته التقنية".

وجاءت الحملة بعد أن انتبه منظموها لتعدد المخاطر التي تهدد الناشطين في الداخل خصوصا، فبعد أن كان النظام مصدر الخطر الوحيد "أصبح ما يقوله الناشطون ويقومون به على الإنترنت يثير حفيظة الكتائب المسلحة أو بعضا منها, ويؤدي أحيانا إلى اختطاف بعضهم أو حتى اختفاءه".

ما ساعد على وضع الحملة موضع التطبيق سريعا هو "أن كل من مشروع سلامتك ومشروع سايبر أربس كان يفكر بتنظيم حملة من نوع ما"، الأمر الذي دفعهم لتكثيف النقاش بالأمر وطرحه على كل من "دليل الثائر التقني" و"تقنيون من أجل الحرية", و"مكتب الاستشارات الأمنية للثورة السورية", ليتبع الأمر اجتماع مطوّل, أدى لإنضاج الفكرة "واعتماد صيغة الحملة, وموضوعاتها, ووضع اقتراحات بأسماء بعض المجموعات التقنية التي قد تشارك في الحملة" كما يقول أحد منظمي الحملة لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold"، ليصار في نهاية المطاف إلى توزيع العمل بين المجموعات الخمسة لوضع المنشورات, حيث تم تكليف مشروع "سلامتك" بإعداد البوسترات نظرا لتوّفر الإمكانية لديه.

وحرصا من فريق العمل على أن تحقق الحملة الهدف منها، لجهة تلبية كافة المسائل المتعلق بأمن الناشطين وبلغة سهلة وقريبة من إدراكهم بعيدا عن اللغة التقنية التي لا يفهمها إلا أهل الاختصاص، تم تصميم بوسترات تبتعد قدر المستطاع عن إظهار التكنولوجيا، عبر اختيار مواقف حياتية معينة لمقاربة مواقف تقنية، إضافة إلى أنه تم تقسيم الحملة إلى ثمانية أسابيع يختص كل أسبوع منها بموضوع، هي على التوالي:الخصوصية على الإنترنت: البصمات الرقمية، الاتصال الآمن بالإتنرنت وعبر الإنترنت، حماية الحسابات الإلكترونية والتصفح الآمن للإنترنت، وسائل التواصل الاجتماعي: الأمن والخصوصية، الهجمات الخبيثة: الوقاية والعلاج، أمن المعلومات والبيانات للأفراد والمجموعات، أمن الهاتف النقال، وسائل التواصل الاجتماعي: الاستخدام الفعال لوسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك, تويتر ويوتيوب). معايير المجتمع وقوانين الاستخدام في فيسبوك.

وكان لكل أسبوع من الأسابيع الثمان آلية عمل محددة، تبدأ من الإضاءة على بعض الحقائق والأخطار المتعلّقة بالموضوع، حيث يبدأ كل أسبوع "بتغيير لوحة الغلاف ووضع لوحة جديدة ترسل رسالة معينة تتعلق بموضوع الأسبوع، ليتم بعدها وضع النصائح وتوجيه الأسئلة والاستطلاعات القصيرة, في محاولة لخلق فضاء تفاعلي بين المستخدمين وأصحاب الخبرة. ولهذا كان الأسبوع الأول تحت عنوان "يلي ما بيحسب ما بيسلم" معالجا البصمات الرقمية، في حين كان الأسبوع الثاني تحت عنوانين هما "الحرص واجب" و"الحيطان إلها أدان" معالجا موضوع الاتصال الآمن بالإنترنت وعبر الإنترنت.

لا يقتصر هدف الحملة على حماية الناشطين فحسب، بل يتعداه إلى مهمة أوسع وأكبر حين يجعل من " أمن المعلومات وكيفية حفظها وتبادلها واستردادها" أمرا في غاية الأهمية، معتبرا أنه "مسؤولية فردية ووطنية لأن الكثير منها يوّثق لمرحلة هامة جدا من تاريخ سوريا, والبعض الأخر يضم أدلة على الكثير من الفظائع التي ترتكب".

ويسعى فريق الحملة لأن يجعل منها سلوكا وممارسات يجب الاعتياد عليها بعيدا عن التعامل معها باعتبارها "استخداما لأدوات معينة"، حيث يقول فريق العمل لموقعنا أنه في "في ثقافتنا السورية, هناك فصل واضح بين العام والخاص في حياة الناس, ما يلفت النظر أن هذا الفصل يتلاشى فور ولوجهم الفضاء الإلكتروني, وهو أمر لا أظنه نتيجة لتغيّر ثقافي طرأ عليهم فجأة, بل لعدم إدراكهم لماهية الفضاء الافتراضي, وحقيقة أن أثارك فيه قد لا تمحى أبدا حتى لو شئت ذلك"، وهو ما يحاول فريق الحملة قرع الأجراس بشأنه.

تأتي الحملة في نهاية المطاف كمحاولة من ناشطين سوريين يعملون عبر الفضاء الافتراضي لسد الثغرات في جسد انتفاضة السوريين، بهدف حماية الناشطين على الأرض من خصومهم ( النظام وبعض المسلحين)، ومن إهمالهم أيضا.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد