في سوريا، عيدٌ بأية حال؟


07 تموز 2016

ما من اختلاف كبير بين هذا العيد والذي سبقه، سوى أن الأوضاع المعيشية أكثر صعوبة في معظم المحافظات السورية، وذلك بعد أن رفعت حكومة النظام أسعار المحروقات في الفترة الأخيرة، أما عن مظاهر الفرح، فإن عدداً من المناطق السورية لا يشهد أي مظاهر للاحتفال، لا سيما المناطق المحاصرة.

في دمشق، حيث حافظت الأسواق على بعض المظاهر الطفيفة للعيد خلال السنوات السابقة، مثل كثرة السلع، فإن الأسواق هذا العام، وكما صرح التاجر رامي زين الدين، الذي يعمل بائعاً للألبسة في سوق الحريقة بدمشق "تبدو مزدحمة بالناس، الذين بقي أغلبهم متفرجين، فالأسعار مرتفعة للغاية، حيث تضاعفت أسعار ألبسة الأطفال مرة أو مرتين أحياناً مقارنة بالعام الماضي، أما الشراء فإن معظمه يتركز على سوق الألبسة المستعملة، (البالة)، والذي يقع في حي (الإطفائية)، فقد أصبح ملاذاً حتى لسكان دمشق بسبب رخص أسعاره، في حين أن الزبائن يمضون وقتاً أطول من المعتاد في هذا السوق، باحثين عن البضاعة الأقل سعراً، والتي تناسب احتياجاتهم، وتعاني الأسواق الكبرى مثل سوق الحميدية من ضعف ملحوظ في عدد الزبائن".

أطفال يحتفلون بالعيد في مدينة "نوى"، محافظة درعا، دنوب سوريا، صورة عامة.
أطفال يحتفلون بالعيد في مدينة "نوى"، محافظة درعا، جنوب سوريا، المصدر: عدسة داعل الحرة، فيسبوك.

يتشابه العيد في المدن والمناطق التي لا تشهد اشتباكات أو حصاراً مع ذلك الذي في دمشق، باستثناء أن أبناءها ما زالوا يمارسون عادات العيد الأكثر محلية، مثل زيارة القبور والمعارف ونصب المراجيح، أما صناعة الحلويات فقد كانت من المواد الرخيصة، كما قالت "ميس خليفة" من مدينة القطيفة الواقعة في الريف الشمالي من دمشق لـ (حكاية ما انحكت) "بسبب غلاء المواد الأولية فقد اعتمدنا على الحلويات الأقل تكلفة، مثل الكعك والمعمول بعجوة، في حين تشهد المكسرات بأنواعها ارتفاعاً باهظاً في السعر"، وفي مدينة "نوى" التابعة لمحافظة درعا، يشهد الناس أجواء احتفالية مشابهة، كما صرح أبو حسام من المدينة لـ (حكاية ما انحكت) بقوله "المراجيح وألعاب الأطفال موجودة دائماً ولا ندفع ثمنها، أما ملابس الصغار فقد اعتمدنا هذا العام على صناعة معظمها في المدينة بأسعار رخيصة، خصوصاً أن العيد يأتي في فصل الصيف، والملابس الصيفية أقل تكلفة، وعموماً، دائماً يجد الأطفال أسباباً للفرح في العيد، مهما كانت الظروف".

https://www.youtube.com/watch?v=5vUf57lXCx4

في المدن المحاصرة، مثل داريا، اختفت مظاهر العيد تماماً، حيث نشر المجلس المحلي في المدينة: "لم يكن الحصار مجرد حاجز يقف أمام لقمة العيش والغذاء بل كان بالنسبة لهم إحباطاً لكل ما حلموا أن يفعلوه، هكذا هو حال أطفالنا قبيل العيد"، وفي حي الوعر بحمص، حيث يعيش ثلاثمئة ألف مدنياً نزحوا من حمص القديمة وأرياف المدينة، "لا أحد يعطي اهتماماً لأية مظاهر احتفالية"، كما صرح الناشط سليم شلب الشام لـ (حكاية ما انحكت)، وأضاف "لا يقطع صمت الحي سوى مناداة مؤذن إحدى المساجد ليعلن اسم ضحية جديدة في الحي، بالإضافة إلى أصوات القذائف أو رصاص القناص المتمركز قريباً من الكلية الحربية"، "وقد دخلَت في العاشر من شهر رمضان قافلة مساعدات إلى الحي، سيَّرها برنامج الغذاء العالمي، تتضمن بعض المواد الغذائية، لكن ما حوته لم يكن ليكفي أكثر من أسبوع، وهناك توقعات بدخول قافلة أخرى بعد العيد".

من جانب آخر، شهد تحديد يوم عيد الفطر توافقاً بين حكومة النظام ومعظم أنظمة الدول العربية، حيث أعلن محمود المعراوي القاضي الشرعي الأول للنظام عن أنه يوم الأربعاء 06/07/2016، بينما لم يكن تحديد هذا اليوم توافقياً بين المناطق التي يسيطر عليها النظام وتلك التي تقع تحت سيطرة المعارضة، لا سيما في الشمال السوري، حيث احتفلت كتائب المعارضة بالعيد يوم الثلاثاء 05/07/2016، أسوة بما أعلنت عنه الحكومة التركية.

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد