ترشح الخطيب: يستفز العلمانيين ويخدم النظام والرجل لا يعلم!


أثارت الصفحات التي أعلنت ترشح رئيس الائتلاف الوطني سابقا الشيخ "أحمد معاذ الخطيب الحسني" لرئاسة الجمهورية جدلا كبيرا بين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أشكالها، إذ ركز السجال على ثلاث قضايا: الأولى: إن كان الترشح تم بمعرفة الخطيب أم من قبل محبين له فقط ودون عمله. والثاني: حول صوابية القرار وعما إذا كان يخدم السلطة أم لا، والثالث: حول العلاقة بين الدين والعلمانية، على خلفية كون الرجل "خطيب جامع" في نهاية المطاف.

02 آذار 2014

أثارت الصفحات التي أعلنت ترشح رئيس الائتلاف الوطني سابقا الشيخ "أحمد معاذ الخطيب الحسني" لرئاسة الجمهورية جدلا كبيرا بين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أشكالها، إذ ركز السجال على ثلاث قضايا: الأولى: إن كان الترشح تم بمعرفة الخطيب أم من قبل محبين له فقط ودون عمله. والثاني: حول صوابية القرار وعما إذا كان يخدم السلطة أم لا، والثالث: حول العلاقة بين الدين والعلمانية، على خلفية كون الرجل "خطيب جامع" في نهاية المطاف.

لم يعرف حتى الآن إن كانت الصفحات التي أعلنت ترشح "الخطيب" على الفيسبوك (وهي كثيرة)، تحظى بموافقته أم أنها مجرد رغبة معجبين بالرجل الذي لم يصدر عنه أي تصريح بهذا الخصوص حتى تاريخ إعداد هذه المادة، حيث لقي هذا الأمر سجالا، إذ قال الصحافي "إياد شرجي": "لا أعتقد أن لمعاذ الخطيب علاقة بالصفحة التي أنشأت لترشيحه، قد يكون محبوه من فعلوا ذلك، وربما كارهون له يريدون حرق أوراقه مبكرا. مهما يكن، ورغم فشل تجربته السابقة في الائتلاف، يبقى معاذ الخطيب رجلا وطنيا مخلصا ونظيفا يسعى إلى حل لقضية وطنه، عدا عن أهميته كرجل دين معتدل وليبرالي نحن بحاجة ماسة له لمجابهة الجنون المتطرف الذي يفض بكارة ثورتنا".

 وقال المعارض "وليد البني" "أنا لا أعتقد أن الأخ الذي أنشأ صفحة تطالب بترشيح الشيخ معاذ الخطيب لرئاسة الجمهورية. يقصد ترشيحه لإنتخابات يجريها نظام بشار الأسد وتحت رقابة وسيطرة أجهزته الأمنية، لأنه سيكون قد أخطأ بحق الأخ معاذ وبحق سوريا وثورتها، وإنما القصد هو إظهار أن الشعب السوري قادر أن يختار شخصية وطنية، نزيهة ومخلصة وتحظى برضى غالبية السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو السياسية. شخصية سورية تشبه معظم السوريين باعتدالها وانفتاحها رغم تدينها" داعيا لأن يكون هناك "صفحات أخرى، تذكي آخرين إذا شئتم لنقول إن للسوريين خيارات كثيرة غير الأسد ونظامه. ضمن هذا المفهوم نعم قد يكون معاذ الخطيب خيارا شعبيا ناجحا".

أما المعارض المعروف "حازم نهار" فرأى أن الأمر كله يصب في خدمة السلطة في نهاية المطاف إذ قال: "يحاول البعض، استناداً إلى نيات إيجابية، ومن دون أي حسابات، ترشيح شخصية أو أكثر من المعارضة لانتخابات الرئاسة المقبلة في مواجهة مرشح السلطة، لكن –باعتقادي- هذا توجه غير صائب، وهو "فشة خلق" ليس أكثر، وينسجم مع ما تتيحه السلطة فحسب، وليس مع ما هو مطلوب ومأمول، وسيظهر الأمر على أنه مجرد لعبة تعبر عن سذاجة وخفة سياسية" حيث أكد "نهار" أن للانتخابات اشتراطات معينة، نلخصها بمايلي: " أن تكون الانتخابات جزء من مرحلة انتقالية متكاملة، وأن تجري في ظل حاضنة قانونية معترف بها من أغلبية الشعب السوري، وأن يكون هناك هيئة قضائية مستقلة ونزيهة، وأن يكون هناك قوة سياسية تدعم المرشح أو تتبناه، بناءا على برنامج سياسي، مؤكدا في نهاية المطاف أنه يمكن للشعب المشاركة من خلال موقف سلبي "من خلال القيام بحملات والتصويت على رفض إجراء الانتخابات من الأساس، وليس عبر تقديم مرشح مقابل أو أكثر".

أما الفنان "فارس الحلو" فاعتبر أن "حملة انتخابات الخطيب زحليطة جديدة للي بيحبوا الزحلطة.. الثورة مستمرة"، في حين رأى "مأمون خليفة" أنه: "بالحساب السياسي سيكون غطاء وشرعية لهمروجة تجديد لبشار على أساس دستوره الملفق وبحماية أجهزته الأمنية القاتلة".

 وكذلك اعتبر الناشط "فادي زيدان" الأمر "حملة مشبوهة" حين قال: "لو كان الهدف هو طرح مرشح آخر في مواجهة الأسد لأمكننا التوقف في ٢٧ آذار ٢٠١٢ "تاريخ آخر تعديل دستوري" إن أي حملة "مشبوهة" تدعو إلى طرح مرشحين منافسين للأسد ستكون ورقة ذهبية بيد النظام لتحويل كل مجازر النظام إلى صراع على الانتخابات لا أكثر"، وكذلك قال الروائي "عبد الناصر العايد": "لا حدا يستهين بالدعوات لترشيح معاذ الخطيب.. وحياتكن و حياة الشهدا عم تنطبخ بليل أسود من زمان.. شهبندر التجار و خطيب الجامع.. والمخابرات... وإذا كان الشبيحة وحالش وداعش بدن يسفحوا دمنا، هدول بدهن يمصو دمنا ع مية مهل".

وقد جرى على صفحة "العايد" جدلا بينه وبين "سعاد بدر" التي رأت أنه لابد من ترشح شخصا بمواجهة الأسد بدلا من ترك الساحة له، قائلة: "طيب منترك الساحة لبشار الأسد ..فليترشح كل من يجد نفسه قادر" في حين أصر العايد على أن "كل من يترشح إلى جانب القاتل ليمنحه الشرعية قاتل مثله".

كون الخطيب ذو خلفية دينية أثار حفيظة البعض متخوفا على أن تتآكل المكتسبات العلمانية، إذ هاجمت الفنانة "عزة البحرة" الأمر قائلة: "يؤسفني قلكن جميع مرشحي معاذ الخطيب..من جرب المجرب كان عقله مخرب..؟؟!! لست على استعداد لترشيح من قال في يوم ما: إنه يتحدى عمن يدله على علماني واحد وطني طيلة هذه الثورة ؟؟ !! فليس من حقه ولا من حق أي شخص آخر إقصائي أو تهميشي لا أنا ولا أي مواطن سوري. لن أرشح إلا من يؤمن بسوريا دولة مدنية ديمقراطية المواطنة طموحه وهدفه أولا وأخيرا وسيادة القانون .. هذه سوريتنا ؟؟!!!!".

وقد رد " M N Bin Omar" على السيدة عزة بالقول: "إن كان ما قاله معاذ الخطيب عن العلمانيين صحيحاً، فإنه بذلك يقصد العلمانيين وليس الديمقراطية، إن هاجس الرجل كان دائماً يجنح لتحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية، وقد جاء ذلك على لسانه عند كل كلمة يلقيها أو حديث يدلي به... هل العلمانية هي الديمقراطية..؟؟ وهل كانت الديمقراطيات حكراً على العلمانيين؟؟ نحن نتطلع إلى حكم ديمقراطي يراعي حرمة الوطن وعاداته ودينه، وأرجو أن يتسع الصدر لفهم الدين كما يجب أن يفهم، فهو الأداة الخيرة لبناء النفوس الرضية الواثقة المحبة للسلام والتكافل الاجتماعي، فهو صنو للعلمانية التي نعشق فيها جنوحها لنبذ الخزعبلات التي طرأت على الدين. نحن أمام مشروع عملاق نرفع فيه راية الحرية مرفرفة خفاقة، وهذا المشروع هو: المصالحة بين الدين والعلمانية، وليس مهماً من يسبق الآخر".

وقال "عبد الله فاضل" في تعليق له على  صفحة الروائي "عبد الناصر العايد": "هل تريدون الحاكم القادم علماني؟ وهل سوف تبقى سوريا بعد بشار مركز للسياحه الزنويه والعربده؟".

السخرية من الأمر برمته، كان لها نصيب، إذ قال "عمر حداد": "عم أتخيل فرضا جدلا أن معاذ الخطيب أو أي شخصية معارضة ترشحت ضد بشار الأسد و نفرض جدلا إنو نجح و خسر بشار أمام مين رح يأدي القسم؟ أمام مجلس المصفقين الحالي ؟هل هو شرعي ؟ و أي قضاء رح يحكم على صحة الانتخابات ؟ قضاء الأسد نفسه ؟" في حين قال الصحافي "إياد عيسى" كلاما قاسيا: " بعد حفلة ترشيح الشيخ معاذ الخطيب لرئاسة الجمهورية، وعودة المجلس الوطني إلى حضن الائتلاف... ما عدنا عرفنا إير مين بطيز مين..؟!.، دستور من خاطركون طبعاً".

وسخر الناشط الحقوقي "غياث الجندي" من الأمر برمته، قائلا: "ناقصنا مهابيل إيه نحنا ماعم نعرف نتخلص من مهبول ليجينا تاني"، في حين قال "ماهر عنجاري": "انا راح رشح جارنا الخضري أب خالد، ودائما عنده الخضرة و الفواكهة تازة من البستان لعدكان. أب خالد هو شيخ و بيصلي دائماً صلاة الصبح جماعة. جارنا أب خالد منيح، و أي شروة من سوق الهال قبل ما يشتريها بيعمل استخارة، منيح كتير جارنا أب خالد" ساخرا بذلك من استخارة معاذ الخطيب.

وختاما دعا الصحافي "إياد شربجي" لعدم السخرية من الرجل حين قال: "معاذ الخطيب رجل حل لا مشاكل، ارحموه من سخريتكم....على الأقل لحين تتبين حقيقة هذه الحملة".

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد