معا لوضع حد للجرائم والانتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين في سورية


07 كانون الأول 2013

جاء اعتبار منظمة "مراسلون بلا حدود" سوريا أنها " البلد الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للصحفيين" بمثابة تذكير و جرس إنذار وتنبيه للجسم الإعلامي السوري وللناشطين الإعلاميين والثوريين، ليذكرهم بهول المأساة والفاجعة التي تحيط بهم، وهم الذين يدفعون ثمن القمع والتغييب: سجنا وقتلا وإرهابا، إذ لم يتمكنوا من تجاوز قمع النظام السوري بعد، حتى وقعوا بفخ "دولة العراق والشام الإسلامية" وبعض الفصائل الأخرى التي تعادي الإعلام وتقوم ببعض ممارسات النظام.

وإذا كان الإعلاميون والناشطون قد غضوا النظر أحيانا عن تجاوزات بحقهم في البداية، نزولا عند ظروف المرحلة أو الفوضى أو التخبط أو عدم نضج قوى الثورة بعد، فإن الكيل قد طفح بعد أن أعلنت بعض القوى انتمائها الصريح للقاعدة ومعاداتها الإعلاميين، وتجلى فعلها على الأرض بأنه ليس مجرد أخطاء منفردة بل سياسة ممنهجة نابعة عن تفكير ظلامي لا يؤمن بحرية الإعلام وقول الحقيقة، بل يسعى للهيمنة وإسكات الأصوات سعيا لفرض استبداد جديد. وقد كنا في سيريا أنتولد رفعنا الصوت ضدها عاليا منذ البداية، وسلطنا الضوء على تجاوزاتهم.

وقد تجلى الأمر من خلال اعتقال الناشطين السلميين أولا والإعلاميين ثانيا، مثل سمر صالح ومحمد العمر و نور مطر والأب باولو وأبو مريم وغيرهم، إلا أن الأمر قد تجاوز الاعتقال مؤخرا حين وصل إلى مرحلة اقتحام المقرات الإعلامية وقتل الصحفيين، إذ قام التنظيم المذكور في ١-١٠-٢٠١٣ باقتحام مكاتب "راديو أنا ANA" في الرقة، وفي ١٥-١٠-٢٠١٣ اقتحموا المكتب مجددا، واستولوا على المعدات الخاصة بالبث والاتصالات، ما أدى إلى إيقاف عمل المكتب وإغلاقه، إضافة إلى مقتل المصوّر العراقي " ياسر فيصل" الذي قالت عنه الإعلامية "ديانا مقلد" :"عملنا سوية مع الزميل مشرق عباس في العراق عام ٢٠١٠ وقد فجعني اليوم بخبر مقتل ياسر في سوريا خلال مهمة صحافية. ياسر كان شديد القلق من الوضع الأمني في العراق ويستذكر كثيرا أولاده دون أن يغادره الهدوء أو البسمة الدافئة التي ميزته .. بلادنا تقتل أجمل من فيها وتلك أقسى اللعنات".

صورة تعبر عن حرية الإعلام ... المصدر swide.com
صورة تعبر عن حرية الإعلام ... المصدر swide.com","title":"..... EN

الوضع السابق دفع مجموعة من المؤسسات الإعلامية والإعلاميين السوريين المستقلين والناشطين إلى إطلاق مبادرة حملت عنوان "من أجل وضع حد للجرائم والانتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين في سورية".

 تهدف المبادرة إلى تسليط الضوء على هذه الجرائم ورفع الصوت عاليا ضدها، حيث جاء في البيان أن "تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” يقوم باستهداف الكوادر الصحفية السورية المستقلة، والأصوات الحرة، يرهبها، يعيق عملها، ويشرّدها، ويخطف بعضها للسجن والاعتقال وصولا إلى حد التصفية بالخفاء، في استراتيجية واضحة لكي يسحق الصحافة الثورية ويخرس التعبير الحر ويفرض الرقابة والتضييق على الشعب السوري. ولهذا: نحن الموقعين أدناه نرفض أي شكل من أشكال الترهيب ضد الصحفيين، والصحفيين المواطنين، والنشطاء الإعلاميين، أو المؤسسات الإعلامية، تحت أية ذريعة، ومن أي فصيل أو طرف".

و طالب البيان "كافة مؤسسات المجتمع المدني السوري والدولي، والمؤسسات السياسية والمجموعات الإعلامية، باتخاذ الإجراءات المناسبة لفضح هذه الممارسات، والاعتراض عليها، والعمل على حماية وسائل الإعلام المستقلة من هذه الأخطار"، إضافة إلى مطالبته بالإفراج "الفوري عن جميع الصحفيين المخطوفين، والصحفيين المواطنين المعتقلين، الذين تحتفظ بهم أجهزة أمن النظام السوري، وأية مجموعة مسلحة على الأراضي السورية" داعين "وسائل الإعلام الدولية، وتلك المنظمات التي تدعم حرية الصحافة والتعبير، للانضمام إلى هذه المبادرة، واتخاذ الإجراءات ذات الصلة التي تضمن سلامة الصحفيين وحرية التعبير في سوريا".

وقد شارك في هذه المبادرة كل عدد من المؤسسات الإعلامية والصحفية منها: سيريا أنتولد، المركز السوري للإعلام وحرية التعبير في العالم العربي، رابطة الصحفيين السوريين، مركز الشام للدراسات الديمقراطية وحقوق الانسان في سوريا،Logo Damascus Center for Human Rights Studies، مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان، Logo SNVM، الحراك السلمي السوري، أيام الحرية..

وقد وقع البيان عددا من المثقفين والناشطين والسياسيين والمثقفين السوريين منهم: برهان غليون، صبحي حديدي، سهير الأتاسي، رشا عمران، ابراهيم الجبين..

ويذكر أن المبادرة هي الأولى من نوعها التي توّحد وسائل الإعلام السورية للمطالبة بوقف الانتهاكات والجرائم ضد جميع الصحفيين، بعد أن بات الِإعلاميون يدفعون حريتهم أو حياتهم ثمنا لنقلهم الحقيقة التي يسعى لتغيبها نظامي الأسد وداعش معا، وكل تنظيم أو فرد يعيق عمل الصحافة.

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد